انشقاق وتمرد وسط «جند الخلافة» بعد خلافات حول الزعامة علمت "النهار" من مصادر مطلعة أن مصالح الأمن المتخصصة في مكافحة الإرهاب، قد تمكنت من التعرف بشكل رسمي ونهائي على هوية «الأمير» الجديد لتنظيم «جند الخلافة»، الذي يعتبر نفسه فرعا لتنظيم «داعش» في الجزائر، الذي ضخمته وسائل إعلام أجنبية، بعد تبنيه عملية اختطاف الرعية الفرنسي «هيرفي غوردال» وإعدامه بجبال تيكجدة على الحدود بين تيزي وزو والبويرة، في سبتمبر 2014.وتقول مصادر أمنية على صلة بملف مكافحة الإرهاب إن القائد الجديد لتنظيم «جند الخلافة»، بعد تمكن الجيش من القضاء على أميره السابق، عبد المالك ڤوري المعروف حركيا باسم «خالد أبو سليمان»، هو بشير خرزة المكنى «عثمان أبو عبد الله العاصمي».وقد قام الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بعد تمكن مصالح الأمن من تحديد هوية الأمير الجديد «لداعش الجزائر»، بتوجيه تعليمات إلى قائد الناحية العسكرية الأولى وأعضاء لجنة هيئة الأركان العملياتية، ورئيس هيئة الاستعلام والتحضير لأركان الجيش الوطني الشعبي إلى جانب المدير المركزي لأمن الجيش، تضمنت معلومات دقيقة عن الأمير «أبو عبد الله العاصمي» واسمه الحقيقي بشير خرزة، الذي تقول عنه مصادر "النهار" إنه يقود مجموعة إرهابية لا يتعدى عدد أفرادها 12 إرهابيا ينشطون في مناطق تمتد بين ولايات البويرة، بومرداس وتيزي وزو.وحسب مصادر أمنية رفيعة المستوى تشتغل على الملف، فإن الفريق ڤايد صالح الذي يتابع شخصيا ملف تنظيم «داعش» في الجزائر، قد أصدر أوامر صارمة بتسخير كل الإمكانيات اللازمة لتحديد موقعه والقضاء عليه، وإحباط كل مخططات هذه المجموعة الإرهابية التي تحاول تنظيم نفسها من جديد، بعد الضربة التي تلقتها إثر القضاء على الإرهابي ڤوري واثنين من مرافقيه كانا بصدد التحضير لتنفيذ اعتداء انتحاري باستعمال حزام ناسف. فرق خاصة من GIS تطارد أثر أمير «جند الخلافة» وفي سياق متصل، أكدت مصادر محلية من ولايات البويرة، بومرداس وتيزي وزو، أن قوات الجيش الشعبي الوطني رفعت من وتيرة عمليات التمشيط التي تقوم بها في المنطقة، منذ اختطاف الرعية الفرنسي هيرفي غوردال بأعالي جبال تيكجدة، موضحة أن مهمة تقفي أثر الأمير الجديد للتنظيم الإرهابي ومطاردته قد أوكلت لوحدة التدخل الخاصة GIS التابعة لجهاز المخابرات. وأشارت مصادر أمنية على إطلاع بالملف إلى أن اختيار قوات GIS لهذه المهمة جد صائب، بعد نجاحها في رصد عبد المالك ڤوري والقضاء على اثنين من شركائه في بومرداس، شهر ديسمبر 2014. بشير خرزة.. من «كيلو» في حانة «المونشو» بباب الوادي إلى أمير «داعش» وتقول مصادر مطلعة ل"النهار" إن الأمير الجديد ل«داعش الجزائر» قد تم تنصيبه في 15 فيفري الماضي خلفا لعبد المالك ڤوري الذي قضت عليه قوات الجيش، ويعود سبب تأخره في تولي قيادة المجموعة إلى رفض المجموعة الإرهابية التي كانت تنشط تحت لواء عبد المالك ڤوري أن يترأسها بشير خرزة بسب سوابقه، حيث كان الإرهابي الذي يبلغ من العمر الآن 47 سنة، قبل التحاقه بالجماعات الإرهابية منتصف التسعينيات، مدمنا على الخمور في حانة معروفة باسم «المونشو» في حي باب الوادي الشعبي بالعاصمة، ولم تكن له أي صلة «بالإفتاء» أو بالعلم الشرعي، على اعتبار أن مستواه الدراسي محدود جدا ولا يتعدى السنة السابعة أساسي. انشقاق داخل «جند الخلافة» بعد انسحاب إرهابيين من كتيبتي «الهدى» و«الفاروق» وتقول مصادر "النهار" إن تعيين بشير خرزة أميرا على تنظيم «جند الخلافة» التي أعلنت ولاءها لتنظيم «داعش»، قد أثار انشقاقا في صفوف التنظيم الإرهابي، على خلفية رفض عناصر بارزة في كتيبتي «الهدى» و«الفاروق» للتعيين، واعتراضهم على العمل تحت إمارة «عثمان أبو عبد الله العاصمي» لعدم أهليته، وقد أسفر ذلك النزيف في صفوف التنظيم الإرهابي الجديد إلى انخفاض عدد الإرهابيين الناشطين به، حيث كان في صيف العام الماضي يتراوح بين 50 و60 إرهابيا، قبل أن يتناقص ويصل إلى 12 إرهابيا، بعد الضربات الموجهة التي وجهتها قوات الجيش بالقضاء على عدد كبير من عناصره، ثم انقسام من تبق إلى مجموعتين متناحرتين على الزعامة.