نشبت ملاسنات حادة بين ممثلي الجزائر والمغرب في هيئة الأممالمتحدة، في جلسة ساخنة نظمتها اللجنة الأممية الخاصة لتصفية الاستعمار حول تقرير مصير الصحراء الغربية. ولم يُفوّت ممثل المغرب الفرصة لشن هجوم حاد على الجزائر، خارج موضوع الجلسة، ما دفع ممثل الجزائر إلى الرد عليه وإخباره بأنّه “ليست الجزائر هي المعنية بجدول أعمال اللجنة”. نظمت اللجنة الخاصة لتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة، أول أمس، جلستها الخامسة لدورة 2015 من أجل دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لكافة الدول القوية، لتقديم مساعدتها لهيئة الأممالمتحدة بهدف تصفية الاستعمار إلى غاية سنة 2020، وطرحت اللجنة في جدول أعمالها قضية الصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، فتحولت الجلسة إلى محاكمة ممثلي الدول المشاركة للمغرب تجاه احتلالها للأراضي الصحراوية. ونقلت نشرية إعلامية منشورة على الموقع الإلكتروني لهيئة الأممالمتحدة، تدخل السفير والممثل الدائم للجزائر صبري بوقادوم، قال فيه إن “النزاع في الصحراء الغربية هو مسألة استعمار، والجزائر تأمل بأن يتوقف احتلال الصحراء الغربية في أقرب وقت”، معبرا عن “الاهتمام العميق باسم مجموعته أمام عدم وجود أي تطور في إطار تسوية النزاع، وقد خدشت هذه القضية مصداقية هيئة الأممالمتحدة”. وعبر بوقادوم، حسب فحوى النشرية، عن أمله في “الإبقاء على فرصة نحو تحقيق السلام، ومن بينها هذه الأساليب، يتم الوصول إليه عن طريق تنظيم استفتاء حول تقرير المصير”، وطلب بوقادوم أن “تتخذ إجراءات باتجاه إعادة السلطة للشعب الصحراوي، ولجنة الأممالمتحدة الخاصة حول تصفية الاستعمار، عليها معالجة الطلب المقدم من طرف ممثل جبهة البوليساريو، الذي يهدف إلى إرجاع الكلمة للصحراء الغربية”. وبخصوص وضعية حقوق الإنسان، دعا بوقادوم اللجنة الخاصة ل”السهر بعناية تجاه وضعية الصحراء الغربية، خصوصا وأن ثرواتها الطبيعية تثير أطماعا كثيرة”، وذكّر المسؤول الأمميالجزائري ب”الموقف الثابت للاتحاد الإفريقي بخصوص ممارسة الشعب الصحراوي لاستقلاله، والجزائر لن تحيد عن موقفها تجاه قضية الصحراء الغربية”. منوها في هذه النقطة “بالكفاح الطويل للشعب الجزائري لانتزاع حريته واستقلاله”. وتدخل ممثل المغرب في الأممالمتحدة، عمار قاديري، ليتحامل على الجزائر عبر خروجه عن موضوع الجلسة، حيث اعتبر الصحراء الغربية قضية تتعلق ب”السيادة الوطنية”، وتحولت مداخلته إلى هجوم على الجزائر وقال إنّها تحمل “موقفها عدائيا” ضد المغرب، واتهمها بأنها وراء تأسيس جبهة البوليساريو وتجنيدها (الجزائر) إمكانيات هائلة لدعمها. وأشار إلى أن الجزائر طرف أساسي فيما وصفه ب”النزاع”، ودعاها إلى “تحمّل مسؤولياتها والمخاطر التي تزرعها لزعزعة استقرار المنطقة”، حسبه. وذهب ممثل المغرب في اتهاماته الباطلة إلى أبعد الحدود، وذكر بأن “الجزائر في 2 نوفمبر 2001 قدّمت إلى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جيمس بيكر، مقترحا بتقسيم الصحراء الغربية وشعبها، وهذا تدخل من الجزائر في الشؤون الداخلية المغربية”، حسب زعمه. وعاود ممثل الجزائر، صبري بوقادوم، تناول الكلمة للرد على الممثل الأممي المغربي، وأوضح ممثل الجزائر بأنه “لا يعترف بالصورة التي رسمها ممثل المغرب في حديثه عن الجزائر، والجزائر ليست مسجلة في جدول الأعمال الخاص باللجنة الخاصة لتصفية الاستعمار”، ودعا اللجنة إلى زيارة مخيمات تندوف. وعاكس ممثلون من عدة دول ممثل المغرب بخصوص استعمار هذا الأخير للصحراء الغربية، وقال جايم أرميدا كاستيلو، ممثل دولة نيكاراغوا: “ما تعيشه الصحراء الغربية هو استعمار، ومن المؤسف بعد 40 سنة من المطالبة بالحرية، لايزال شعبها غير قادر على ممارسة حقه الشرعي في تقرير مصيره، والعالم يعيش في العشرية الثالثة العالمية لتصفية الاستعمار”. من جانبه، تأسف ممثل فنزويلا، رافيال كارينيو، من “العراقيل التي يمارسها المغرب بهدف إطالة الاحتلال المفروض على الشعب الصحراوي وتغيير التركيبة الديموغرافية للصحراء الغربية”. بدوره أعلن أوسكار غونزليز، ممثل كوبا، عن دعم بلاده الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.