أكد ممثل جبهة البوليساريو لدى منظمة الأممالمتحدة أحمد بوخاري أمام اللجنة الأممية الخاصة بتصفية الاستعمار التي اجتمعت يوم الأربعاء الفارط بنيويورك أن "الاستفتاء هو الكفيل بإقامة علاقة مناسبة" بين الشعبين الصحراوي و المغربي. وصف ممثل جبهة البوليساريو نزاع الصحراء الغربية ب "المفارقة التاريخية" الذي يعد على حد قوله "نتيجة الاحتلال المغربي الذي لا أساس له قانونا منذ بدايته"،موضحا أن "التفاوض تحت رعاية منظمة الأممالمتحدة وحده كفيل بتمكين التوصل إلى حل سياسي يقبله الطرفان و يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره". في هذا السياق، عبر بوخاري عن أمله في أن تواصل المنظمة الأممية جولات مفاوضات منهاست في ظل احترام الشرعية الدولية علما أن جبهة البوليساريو قد دخلت في مفاوضات مباشرة مع المغرب من شهر جوان من العام الفارط إلى غاية منتصف شهر مارس الماضي ليعقد الطرفان بذلك أربع جولات إلى حد الآن بمنطقة منهاست قرب نيويورك و لم تسفر عن أية نتائج ايجابية بسبب التعنت المغربي. وتأسف ممثل البوليساريو لدى منظمة الأممالمتحدة "لرفض المغرب مخططات السلام العديدة التي وافق عليها كل من مجلس الأمن و جبهة البوليساريو منذ عقود" بحيث أنه "تجاهل و عارض تشكيلة الهيئة الانتخابية المقررة في إطار إجراء استفتاء تقرير المصير مطالبا بسيادة على الصحراء الغربية لم يعترف بها أي بلد في العالم و حتى منظمة الأممالمتحدة و الاتحاد الإفريقي". و أكد بوخاري أن "تسوية النزاع في الصحراء الغربية تستدعي وضع مسار تصفية استعمار يمنح الشعب الصحراوي الحق في تقرير مصيره دون ممارسة أي ضغط على مكوناته،موضحا أن جبهة البوليساريو "تبقى مستعدة للتفاوض مع المغرب قناعة منها أن الاستفتاء وحده كفيل بإقامة علاقة استراتيجية بين الشعبين الصحراوي والمغربي مشجعة لتنمية اجتماعية و اقتصادية تعود بالفائدة على كلا الطرفين". و من جهة أخرى، استمعت اللجنة الأممية لممثل كوبا الذي أكد بأن القضية الصحراوية تعد مسألة "تصفية استعمار تقوم تسويتها على التطبيق التام و الكامل للائحة 1415 للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة، مجددا "المسؤولية المباشرة" للأمم المتحدة بخصوص وضع الشعب الصحراوي "الذي يكافح من أجل حقه في تقرير مصيره". وأوضح ممثل كوبا أن الشعب الصحراوي "ينبغي أن يتمكن من تقرير مصيره دون أن يخضع إلى ضغط كما تنص عليه أكثر من 40 لائحة تمت المصادقة عليها منذ أن أدرجت الصحراء الغربية في قائمة الأقاليم غير المستقلة ذاتيا لمنظمة الأممالمتحدة سنة 1976" ، مضيفا أن الشعب الصحراوي "يحتاج إلى دعم المجتمع الدولي". واتفق ممثل فنزويلا مع نظيره الكوبي فيما يتعلق ب"تنظيم استفتاء يسمح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره دون الخضوع إلى ضغط". وعقب اجتماعها وافقت اللجنة على مشروع لوائح يتضمن معلومات خاصة بالأقاليم غير المستقلة ذاتيا والمقدر عددها ب16 تم الكشف عنها بموجب الفقرة "ج" من المادة 73 من ميثاق الأممالمتحدة.