أكد المحلل السياسي التونسي ومدير مركز الوطن العربي للأبحاث في سويسرا رياض الصيداوي، أن حدوث 3 عمليات إرهابية كبرى في 3 دول وفي نفس اليوم، وراءه الفكر الظلامي الإرهابي لداعش وليس داعش كتنظيم وهيكل، وهدفه قتل أكثر عدد ممكن، مضيفا أن فرنسا مستهدفة من قبل داعش باعتبار أنها شاركت في قصف مواقع تواجدهم في سورياوالعراق، “إلا أنها كانت في البداية تقول إنهم مقاتلون من أجل الحرية، بينما كانت الدولة السورية تحارب الإرهابيين منذ اندلاع الأزمة”. وسلط الصيداوي الضوء على ما كانت تقوله فرنسا في السابق، ووقوفها إلى جانب السعودية ضد الجيش السوري الذي كان ضحية للإرهاب حسبه، مؤكدا أن السحر انقلب على الساحر، “العالم كله سيدفع ثمن احتلال العراق وتفكيك جيشها، وكذا تفكيك ليبيا وجعلها عش دبابير للإرهاب العالمي”. واعتبر المحلل السياسي أن الهجوم المسجل على فندقين بمدينة سوسةالتونسية السياحية الذي خلف العديد من القتلى والجرحى، يعد ضربة قاصمة للاقتصاد والسياحة في تونس، مشيرا إلى أنها المرة الثانية التي يستهدف فيها السياح بعد تفجيرات باردو التي شهدتها تونس سابقا، مضيفا “داعش يريد القضاء على مصدر هام وأساسي للاقتصاد التونسي، كون السياحة هي غاز وبترول الاقتصاد في تونس، وهذا ما سيؤدي إلى الانهيار وتراكم العجز الاقتصادي هناك”، مواصلا أن تفجير مسجد الإمام الصادق بالكويت هدفه خلق فوضى طائفية كونه مسجدا شيعيا، وأنها ليست المرة الأولى التي تضرب فيه مساجد شيعية من قبل داعش، فقد سبق أن حدث ذلك في سورياوالعراق وصنعاء.
وفي رده عما إذا يمكن توقع هجمات أخرى في أوروبا، خاصة أن داعش هدد في العديد من المرات أنه سيضرب مصالح الدول الغربية، توقع رياض الصيداوي حدوث سلسلة تفجيرات أخرى يتبناها داعش، موضحا “أكيد نتوقع تسجيل هجومات وتفجيرات أخرى في شتى الدول، وليس الدول الأوروبية فقط، فداعش يريد استعراض عضلاته أمام المجتمع الدولي وعلى مرأى العالم أجمع”.
كما أشار المتحدث إلى أن فرنسا من الدول الغربية اللائكية رسميا، ما يجعلها مستهدفة وموضوعة في أولوية الأولويات، عكس بريطانيا مثلا، حسب قوله، والتي لها علاقات متطورة حتى مع التنظيمات الإسلامية الراديكالية، ما يجعلها “غير مستهدفة من قبل داعش، وهو نفس الشيء بالنسبة إلى أمريكا”.
وتوقف المحلل السياسي التونسي عند الأجهزة الاستخباراتية التي عادة ما تكون، على حد قوله، قوية أمام التنظيمات الإرهابية المهيكلة، ليبرز أنها اليوم أمام إرهاب فردي بحيث قد لا يتعدى المشاركون في الهجوم شخصين، وأمام خلايا إرهابية ضيقة، مردفا “الأدبيات الداعشية هي التي تخيف، وشيوخ داعش هم المخيفون، وبذلك تجد الاستخبارات صعوبة أمام هذه التقنية، فكل شخص مصاب بالجرثومة الداعشية ويحصل على سلاح ممكن أن ينفذ هجوما، وهنا تكمن الخطورة، فالحرب في حقيقة الأمر هي ضد أشباح وليس ضد تنظيمات”. وفي ربط ما بين الأحداث الثلاثة، قال مدير مركز الوطن العربي للأبحاث في سويسرا إن الإرهاب الداعشي يريد أن يبرز على المستوى الإعلامي العالمي، وأن تنظيم “الدولة الإسلامية” يريد أن ينتفض في إطار تراخي المجتمع الدولي، متسائلا “أين كل الرادارات التي تم رصدها من أجل مراقبة الدواعش، وأين الأقمار الصناعية؟ لم لا يُضرب داعش في معاقله، ولم تركه يتمدد وينتشر؟ ماذا تنتظر القوى العظمى لإنهاء أسطورة داعش؟”.