دخل إضراب عُمال “الترامواي” يومه الثاني على التوالي، حيث نزل مدير الشركة ومسؤولو الإدارة لتسيير العربات من أجل ضمان الحد الأدنى من الخدمة، في حين توسع الإضراب ليشمل محطات في وهران وبدرجة أقل في قسنطينة، خاصة أن الطرفين اختارا التصعيد ولم يدخلا في مفاوضات من أجل الخروج بحلول. الإضراب الذي عقد يوميات الكثير من المسافرين الذين اعتادوا أن يستقلوا عربات “الترامواي” ذاهبين أو عائدين إلى منازلهم، خاصة سكان الضاحية الشرقية للعاصمة، ومع انعدام أيّ بيانات أو إعلان من طرف الشركة، فإن الكثير من المواطنين أمضوا الساعات أمام المحطات الممتدة من المعدومين بالعناصر إلى غاية مقهى شرقي، في حين غيّر آخرون وجهاتهم واستقلّوا القطار أو الحافلة أو سيارات الأُجرة. ويقول ممثل العمال ل“الخبر” إن الإضراب سيستمر، خاصة أن الإدارة لم تكلف نفسها عناء الدخول معهم في مفاوضات، ولم تفعل سوى إرسال محضر قضائي لإثبات بأن العمال يرفضون ضمان الحد الأدنى من الخدمة، مفيدا بأن الأمر خاطئ، باعتبار أن مسؤولي المؤسسة هم من اختاروا قيادة العربات بأنفسهم. وذكر المتحدث أن النقابة الحالية لا تمثلهم، وكشف عن جملة من التجاوزات التي قال إنها تقع في المؤسسة، على غِرار عدم احترام الإدارة للعمال، من حيث التصنيف ومواعيد العمل والتوظيف العشوائي وتبديد الأموال العمومية، حسب نفس المتحدث الذي قال إن مسؤولي المؤسسة يستفيدون من بطاقات دخول مسابح برج الكيفان الفاخرة دون رقيب ولا حسيب، إضافة إلى الاعتداء على العمال وتحطيم وسائل العمل واللاأمن. وفي النهاية، يضيف، يستفيد المسؤولون من أجرة شهرية مضاعفة. وبوهران تعرض العديد من العمال للتوقيف المؤقت من طرف شركة “سيترام وهران” على خلفية استجابتهم للإضراب، حيث نددوا بهذا الإجراء رغم حرصهم على توفير حد أدنى من الخدمة العمومية للمواطنين، بتشغيل 6 عربات من جملة 30 عربة ترامواي بوهران. وفي حين لم يلتحق عمال ترامواي قسنطينة أمس الأحد بالإضراب، حيث اشتغلت العربات أمس بشكل عادي، فيما استجابت فئة صغيرة من العمال للإضراب. وقد ألغيت أكثر من 70 رحلة خلال اليومين الماضيين، بعد أن دخل قرابة 1500 عامل بين الولايات الثلاث في الإضراب المفتوح.