ودّعت أمس السينما العربية والعالمية “لورنس العرب”٫، الفنان العالمي عمر الشريف الذي فارقنا في صمت رهيب، فخبر وفاته لم يكن صادما بقدر ما جاء مؤلما، بعد أن تآكلت المواقف والأسماء في ذاكرته التي نخرها الزهايمر، ليستجيب جسده لنداء القدر، فيختار أن يموت في هدوء بعد أن عاش حياة صاخبة بالأضواء والشهرة. لم تحظ جنازة الفنان العالمي عمر الشريف بنفس اهتمام الصحافة العربية والعالمية التي أفردت صفحاتها للحديث عن أعمال هذا النجم العملاق، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء تبكي هذا النجم، الذي أدخل البهجة والسرور إلى قلوب محبيه وعشاق فنه وأدواره التي ستظل خالدة في سماء الفن السابع، حيث حضر عدد قليل من الفنانين جنازته عكس جنازات ممثلين آخرين، وهو ما أثار غضب محبي الشريف، الذين أبدوا استغرابهم من تجاهل وعدم مشاركة الفنانين في جنازة هذا النجم، فقد كان تركيز أبناء مهنته والإعلاميين في مصر على ديانة الرجل، مسلم أم مسيحي؟ بدل الترحم على حياته، لكن عائلته ردت على كل تلك التساؤلات دون صخب أو ضجيج، ولفّت جثمان الفقيد بالعلم المصري وعلم أسود مكتوب عليه لفظ الجلالة وآيات من الذكر الحكيم. ولم يحضر الجنازة سوى عدد قليل من الفنانين، من بينهم الفنان حسين فهمي الذي لم يكف عن البكاء بمجرد وصول الجثمان إلى مسجد المشير طنطاوي بمنطقة التجمع الخامس شرقي القاهرة، وسامح الصريطي وجميل راتب وسمير صبري، وميرفت أمين ودلال عبد العزيز. اختار الفنان العالمي النجم عمر الشريف أن يموت في هدوء، وأن يعيش آخر أيامه في مصر التي أدخلته العالمية، بعد أن اخترق مرض الزهايمر ذاكرته، فأصبح مثل الطفل الصغير التائه لا يتذكر سوى بعض الأشياء القليلة، ولم يكن يكف عن السؤال عن حب عمره الفنانة الراحلة فاتن حمامة، وامتنع عن تناول الطعام والدواء، إلى أن ذهبت الروح إلى بارئها، لكنه سيظل خالدا بأعماله وبصمته التي لا تنسى وتمثل إرثا فنيا خالدا لفنان عالمي عاش متواضعا ولم ير النجومية شيئا مميزا، ليرقد بسلام بمقابر البساتين بالقاهرة. للإشارة، كان الموت قد غيّب الأسطورة عمر الشريف، يوم الجمعة الفارط، عن عمر ناهز ال83 عاما، بعد رحلة عطاء كبيرة في السينما العربية والعالمية.