شُيّعت، بعد صلاة الفجر من يوم أمس، جنازة الفنان الراحل خالد صالح، من مسجد عمرو بن العاص بمنطقة مصر القديمة، وشهدت الجنازة توافد آلاف المعجبين وعدد كبير من الفنانين الذين ودّعوه بحزن شديد ودموع حارة ممزوجة بالمرارة. وصل جثمان الراحل خالد صالح من مدينة أسوان على متن رحلة مصر للطيران في الواحدة والنصف صباحاً، ورافقه أحمد السقا وطارق عبد العزيز، بينما استقبل النعش في المطار عدد من أصدقاء ”صالح”، منهم الفنان محمد هنيدي، لينقل إلى مسجد عمرو بن العاص قبل أكثر من ساعة من موعد الصلاة، حيث توافد على المسجد الآلاف من أصدقاء الفنان الراحل ومحبيه، فيما كانت زوجته وابنته في حالة انهيار تام، وحرصت بعض الفنانات على مواساتهما في مصابهما الأليم. جيل كامل يبكي خالد صالح انهار الفنان أحمد السقا بالبكاء فور وصوله المسجد لأداء صلاة الجنازة، الأمر الذي تكرر مع الفنانة التونسية هند صبري التي بكت بشدة، وجلس الفنان محمد هنيدي يقرأ القرآن على روح صديقه، ورافق كل من خالد الصاوي وهنيدي الجثمان إلى مثواه الأخير بمقابر أسرة ”صالح” في منطقة الإمام الشافعي، ولحق بهما عدد من الفنانين. شارك في الجنازة عدد كبير من المسؤولين والفنانين، من بينهم شيرين عبد الوهاب، خالد النبوي، حسام حبيب، دلال عبد العزيز، مي كساب، نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور، وكيل النقابة سامح الصريطي، عضو مجلس النقابة سامي مغاوري، المخرج خالد يوسف، طارق النهري، حمادة هلال، فتحي عبد الوهاب، أحمد عزمي وغادة إبراهيم. كما حضر كل من أحمد الفيشاوي، ريم البارودي، نضال الشافعي، طارق دسوقي، مجدي كامل وزوجته مها أحمد، المخرج يسري نصر الله، طارق عبد العزيز، مصطفى شعبان، أحمد صفوت، ريهام عبد الغفور، هالة فاخر، أحمد رزق، هشام سليم، حسن الرداد، أحمد السبكي، سامح حسين، حنان مطاوع، مصطفى شعبان وغيرهم كثر. فنان من الطراز العالي في 15 سنة رحل الفنان المصري خالد صالح عن عمر ناهز الخمسين عاما، إثر تدهور صحته بعد إجراء عملية القلب المفتوح له في منطقة ”أسوان” بعد الوعكة الصحية التي ألمّت به قبل مدة قصيرة. وخضع صالح لعملية تغيير صمام بالقلب، أجريت له في مركز القلب بأسوان، إلا أن تدهور صحته وفق المصادر الطبية أدى إلى وفاته. فقَد الوسط الفني المصري والعربي برحيل الفنان خالد صالح، أحد أبرز نجومه خلال السنوات الأخيرة، بعد مسيرة فنية حافلة استمرت 15 عاماً، قدم خلالها أكثر من 50 عملاً تنوع بين السينما والتلفزيون وكان آخرها فيلم ”الجزيرة 2” الذي سيُعرَض في صالات السينما نهاية الأسبوع المقبل. ولم تمنع مسيرة الفنان القصيرة نوعا ما مقارنة بغيره من النجوم، من أن يترك بصماته على الساحة الفنية المصرية والعربية سواء سينمائيا أو دراميا، حيث تميز خالد صالح بأداء الأدوار المعقدة. كانت بدايته من خلال مسلسلات تلفزيونية، انتقل بعدها إلى السينما التي أثبت فيها قدرته الفنية على العطاء والتميّز. وكان صالح خلال أعماله المنتقاة يفرض حضوره القوي على الشاشة، إضافة إلى إتقانه لأغلب الأدوار التي يؤديها وقدرته على التأقلم معها، عاشقا أو صاحب سلطة أو مواطنا أو عسكريا. نجم بعد سن ال36 ولد خالد صالح في القاهرة العام 1964، بدأ التمثيل من خلال مسرح الجامعة ومثّل في مسارح الهواة كمسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية لفترة طويلة، وكان هذا في الوقت الذي كان يمارس أعماله التجارية الخاصة. صالح بدأ التمثيل متأخرا وهو في سن السادسة والثلاثين. كانت انطلاقته من خلال مسلسل ”بعد الفراق” الذي قدمه مع الفنانة التونسية هند صبري وحقق انتشارا عربيا واسعا في العام 2008، أدى فيه صالح دور الصحفي ”يوسف الصياد” وعلاقة الصحافة وخباياها مع السلطة. قدم صالح في العام 2009 مسلسل ”تاجر السعادة” وتوالت النجاحات على مستوى الأفلام، فقدم أفلاما عالية القيمة والمضمون وكان بطلها ومنها فيلم ”هي فوضى” و”حين ميسرة” و”ابن القنصل” و”عمارة يعقوبيان” و”الريس عمر حرب” الذي حقق له نقلة نوعية على مستوى الأفلام والشخصية المعقدة التي قدمها خلال دوره في الفيلم. وأيضا عرض له في رمضان 2007 مسلسل ”سلطان الغرام” وفي رمضان 2008 ”بعد الفراق” و”الريان” 2011 وهي بطولة مطلقة له. ويعد فيلم ”الجزيرة 2” آخر أعمال صالح الفنية والذي يتم عرضه قريبا في صالات السينما، ويشاركه في البطولة أحمد السقا وهند صبري.