أكد، أمس، رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، أن أسباب رفض بعض مواطني ولايات الجنوب لمشروع استغلال الغاز الصخري وعدة قضايا تشهدها الساحة الوطنية، يعود إلى غياب رؤية واضحة تعمل على تنوير الرأي العام الوطني قبل تجسيد أي مشروع اقتصادي أو سياسي على أرض الواقع. وبخصوص تداعيات استغلال الغاز الصخري والاحتجاجات الرافضة للمشروع، أجاب بلعيد عن سؤال "الشعب" ضمن ندوة صحفية عقدها بمقر الحزب، أن مشروع استغلال الغاز الصخري بالجنوب الجزائري يعود إلى غياب الحوار الجاد مع ممثلي المجتمع المدني، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة وخروج المواطنين إلى الشارع. وضاف بلعيد في ذات الخصوص، أن انتهاج أسلوب الحوار وفتح قنوات اتصال مع مختلف شرائح المجتمع، سيمكن من إزالة اللبس حول مسألة استغلال الغاز الصخري، موضحا أن تضارب الأفكار حول مدى قدرة الحكومة وتحكمها في تقنيات الاستخراج وتعارضها مع آراء بعض الخبراء، خلق جوا مشحونا لدى مواطني الصحراء، منوّها بأطراف تستغل الملف لزعزعة استقرار البلاد. كما تطرق رئيس جبهة المستقبل إلى حالة الاقتصاد الوطني جراء انخفاض أسعار البترول على المستوى العالمي وتداعياته على الاستقرار الاجتماعي، حيث قال إن استمرار انخفاض الأسعار سيشكل أزمة حقيقية للاقتصاد في ظل ارتباطه بالريع، داعيا في الوقت نفسه إلى تدارك الوضع واستغلال الإمكانات الهائلة من الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية. وتأسف عبد العزيز بلعيد، لبعض الأطراف التي تتحيّن الفرص لتأجيج الوضع الاجتماعي، سيما قضية استغلال الغاز الصخري وتجدد الاحتجاجات بولاية غرداية، مؤكدا أن الوحدة الوطنية تعتبر خطا أحمر ولا يمكن لأيّ جهة التعدّي عليها باسم المطالب الاجتماعية، موضحا أن الكثير من الأزمات تحتاج إلى حوار جاد بعيدا عن لغة التهويل والتخويف. وتعد آليات وتقنيات استخراج الغاز الصخري، بحسب بلعيد، محل جدل قائم بين الخبراء والمختصين من جهة وتأكيد الحكومة على قدرتها في ذلك من جهة أخرى، مستغربا التسرّع في استغلال الغاز دون تقديم ضمانات لسكان الجنوب حول عدم خطورة المادة وتأثيرها على البيئة، مشيرا لدور الباحث الجزائري في الموضوع. وذكر بلعيد، أن تطوير وتقوية الاقتصاد الوطني في الوقت الحالي يعد رهانا حقيقيا بالاعتماد على الفلاحة والصناعة وخلق ديناميكية دائمة تساهم في تحريك عجلة النمو والتخلص من ارتباط الاقتصاد بقطاع المحروقات. كما دعا إلى تشجيع الاستثمار الخاص في مختلف الجوانب الاقتصادية سيما الجانب السياحي. وفي الشق السياسي، قال بلعيد إن الحزب ينتظر تجسيد الاقتراحات التي قدمها لتجسيد مبدإ الديمقراطية الشفافة، سيما بعد الوعود التي أطلقها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في مجلس الوزراء الأخير، بأن الدستور لن يكون على مقاس الرئيس أو السلطة، وتأسف على توقف المشاورات مع شخص واستئنافها مع شخص آخر.