ينظم من 25 إلى غاية 31 سبتمبر الجاري بنيويورك معرض رئيسي مكرس لأعمال أحد كبار المؤلفين الأمريكيين الأكثر شهرة في القرن العشرين، مخصص لإرنست همنغواي (1899-1961). وقد تم تنظيمه بالشراكة مع مكتبة ومتحف الرئيس جون كينيدي، ويضم مسودات متعددة لقصص همنغواي القصيرة الأولى، دفاتر ملاحظات ومخطوطات منقحة بشكل كبير والنسخ النهائية المطبوعة بالحاسوب القديم لكبريات رواياته: ”الشمس تشرق أيضا”، ”وداعا للسلاح” و”لمن تقرع الأجراس”. كما يضم المعرض المراسلات بين همنغواي ودائرته الأسطورية من الكتاب المغتربين في عشرينيات باريس من القرن الماضي، كجيرترود شتاين، سكوت فيتزجيرالد وسيلفيا بيتش. ويتركز المعرض على سنوات ما بين الحربين، ويستكشف المعرض المرحلة الأكثر إبداعا لهمنغواي الكاتب ويتضمن نسخا موقعة ومهداة من كتبه وبورتريه نادرا له يعود إلى عام 1929 وصورا ومواد شخصية. ينقسم المعرض إلى ستة أقسام وحسب الأماكن التي عاش فيها همنغواي: أولا السنوات التي ترعرع في أوك بارك، ألينوي، وثانيا كمراسل مدينة كانساس سيتي ستار، ثم ليشمل فترات عيشه في إيطاليا خلال الحرب العالمية الأولى. وفي باريس؛ في كي ويست، فلوريدا؛ في كوبا. وفي فرنسا وألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. ومن المعروف أن همنغواي بعد صدور روايته الشهيرة ”الشيخ والبحر”، لم يعد قادرا على تكملة أعمال كان يفكر في إنجازها، والمعرض يظهر هذه المسودات الأولى لكتابات لم تنته. والسؤال هو: ”لماذا تنظيم معرض همنغواي الآن؟”. يجيب كيلي المشرف على المعرض: ”الجواب البسيط هو أنه لم يخصص يوما في الماضي معرض واسع النطاق لهمنغواي”. وأضاف: ”إن تسعة وتسعين بالمائة مما يقدمه هذا المعرض يعرض للمرة الأولى”. ويقول المشرف: ”توجد في المعرض أيضا مسودات أولى للقصص المبكرة مكتوبة بقلم رصاص أحيانا على أوراق خاصة بمستشفى الصليب الأحمر الأمريكي في إيطاليا حين كان متطوعا، أو على برقيات باريسية. والغرض من هذا هو أن يعلم القارئ بأن همنغواي كان يشتغل على كتاباته ويعيد كتابة ما يكتب. الحرفة كلها هنا في المخطوطات”. ويبدو أن همنغواي، من خلال هذا المعرض، كان يحتفظ بكل ورقة مهما كانت.