انتزع المنتخب الوطني الجزائري فوزا صعبا، غير أنه مهم، من الجانب المعنوي بنتيجة 1/0 أمام منتخب السينغال بملعب 5 جويلية الأولمبي، أمام حضور جماهيري غفير، ما يرفع من المعنويات كثيرا، وهو انتصار تحقق بفضل الهدف الوحيد للنجم ياسين براهيمي في الدقيقة 81 الذي أنقذ به رأس المدرب الوطني كريستيان غوركوف. اختلف أداء المنتخب الوطني الجزائري في مباراته أمام السينغال عن الوجه الذي ظهر به في المباراة السابقة، يوم الجمعة الماضي، أمام منتخب غينيا بملعب 5 جويلية، حيث طبع أداء تشكيلة المدرب الوطني كريستيان غوركوف الاندفاع البدني واللعب الرجولي، بشكل بدا واضحا بأن اللاعبين قرروا التدارك بأي شكل والتصالح مع الجماهير واستعادة الثقة المفقودة منذ المباراة السابقة.
وكاد اللعب الرجولي من خلال الاندفاع البدني يتحول إلى خشونة مفرطة من الجانب الجزائري، بدليل الأخطاء المرتكبة على لاعبي المنتخب السينغالي الذين أظهروا سرعة كبيرة في التنفيذ أربكت كثيرا الدفاع الجزائري، بدليل أن “أسود التيرانغا” كادوا يصلون إلى مرمى الحارس عز الدين دوخة في العشر دقائق الأولى من بداية المباراة، بينما غابت الفرص الحقيقية للتهديف من الجانب الجزائري رغم الضغط المفروض على المنتخب السينغالي في منطقته.
واستفاد المنتخب الوطني من الدعم المعنوي للجماهير الذين حضروا بقوة، رغم مطالبة العديد منهم، منذ البداية، بإعادة المدرب وحيد حاليلوزيتش، حيث واصل المنتخب الجزائري أداءه بنفس الوتيرة وبنفس القوة البدنية، ما سمح له بالصمود قليلا أمام منتخب السينغال الذي أظهر عن قدرات كبيرة، بدليل أن منافس “الخضر” كاد يسجل الهدف الأول في عدة مناسبات لولا التدخلات الموفقة للحارس دوخة في الشوطين الأول والثاني، بينما حرم الحكم المساعد منتخب السينغال، في الدقيقة 76، من فرصة تسجيل هدف، حين رفع رايته للإعلان عن وضعية تسلل لم تكن صحيحة.
فوز المنتخب الجزائري على حساب منتخب سينغالي قوي بلاعبين جدد ضمن التشكيلة الأساسية، على غرار محمد خثير زيتي وإبراهيم بدبودة وهشام بلقروي وبغداد بونجاح، يعيد الثقة فعلا إلى تشكيلة المدرب كريستيان غوركوف، غير أن هذا الفوز لا يحجب النقائص الكثيرة التي يعاني منها المنتخب على مستوى خطوطه، وغياب الفرص الحقيقية للتهديف، ما يجعل كريستيان غوركوف تحت ضغط كبير، قبل موعد الدور التمهيدي الفاصل ضمن تصفيات مونديال روسيا 2018 أمام منتخب تنزانيا في نوفمبر المقبل، لأن أي خطأ سيجعل المنتخب المونديالي يدفع ثمنه غاليا.
المنتخب الوطني سيكون على موعد أمام منافسين أقوياء في دور المجموعات من تصفيات المونديال في حال تأهله أمام منتخب تنزانيا، وهو دور يستدعي أن يكون المنتخب الذي يقترحه غوركوف على الجزائريين أكثر إقناعا، خاصة في المباريات الرسمية.