قال وزير الصحة: “إن حالات الملاريا التي سجلت في البلاد هي حالات مستوردة من الخارج.. وليست إنتاجا محليا!”. عندما سمعت هذا التصريح أصبت بكآبة لا مثيل لها !كيف للجزائر، القوة الإقليمية، حسب تصريح الوزير الأول، أن تصبح دولة مستوردة حتى لفيروسات الملاريا؟! أين هو الإنتاج المحلي يا حكومة؟! كيف تستهلك البلاد الإنتاج الأجنبي من الملاريا... والحكومة ترفع شعار استهلكوا الإنتاج الوطني؟! أين يجد المواطن الملاريا الوطنية لاستهلاكها، وقد أصبحت سلعة نادرة، كما يقول وزير الصحة، ويشهد على ذلك منظمة الصحة العالمية؟! ماذا تفعل وزارة البيئة إذا لم تنتج لنا فيروسات الملاريا حتى أصبحنا نستوردها من الخارج؟! بلد يستورد منتوج الملاريا من إفريقيا بواسطة التهريب عبر الصحراء، ويصدّر الأطباء إلى فرنسا، هو بلد فعلا قوة إقليمية، فيه الجيش الوطني الشعبي يمكن أن يوسع صلاحياته في صيانة أمن البلاد بمطاردة المهربين للتبغ والزطلة والسلاح في الصحراء، إلى مطاردة استيراد فيروسات الملاريا أيضا ! لا تتعجبوا إذا سمعتم ذات يوم فرنسا تشتكي من الجزائر لأنها تصدّر لها منتوج الملاريا المهرب عبر الصحراء من إفريقيا معلبا في الجزائر في أجسام جزائرية، ومكتوب عليها ملاريا من إنتاج جزائري خالص! نحن نصدّر الأطباء إلى فرنسا ونصدّر المرضى أيضا لعلاجهم هناك، وندفع الثمن لمستشفيات فرنسا من حر مال الضمان الاجتماعي، ومع ذلك لا نحس بالخزي والعار؟! وضعنا في علاقاتنا مع فرنسا أصبح اليوم أسوأ من حالنا في وقت الاستعمار... نحن في وضع أصبحت فيه خليدة تومي أكثر وطنية، ففي عهد خليدة لم تجرؤ على استقبال فرنسا كضيف شرف في معرض الكتاب، ولم تخصص 60% من مساحات العرض في المعرض للترويج للثقافة الفرنسية بلا مقابل، إلى درجة أن خليدة تومي قالت لي: “ما حدث هذا العام في معرض الجزائر لصالح فرنسا لم يكن يتصوره عقل”! وما كان ليحدث أبدا لو كانت هي على رأس الوزارة.. إلى هذا الحد وصل حال بلادنا في فقدانها لتوازنها مع الفرنسيين في المجال الاقتصادي والثقافي والسياسي، بعد اتفاقية فال دوغراس التي ألغت اتفاقية إيفيان.