سيكون لثماني تشكيلات سياسية على الورق، دورها بشكل أو بآخر، في تحديد الفائزين بالمقاعد ال 48 المطروحة للتنافس في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، المبرمجة لنهار اليوم 29 ديسمبر، غير أن التنافس سيكون محصورا بين أفالان سعداني وأرندي أويحيى بحكم الوعاء الانتخابي لكل منهما، فالأول يملك 7776 منتخب والثاني له 6475، وهذا الفارق البسيط ستفصل فيه التحالفات وأصوات الشتات. استنادا إلى الأرقام الرسمية التي انتهت إليها الانتخابات المحلية لسنة 2012، فإن حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي هما الأقرب من غيرهما للتباري على المقاعد ال48 للغرفة العليا للبرلمان. لكن دخول قيادتي الحزبين، الأفالان والأرندي، في سباق ماراطوني بالولايات لحشد العدة والعدد، وفوق ذلك للحيلولة دون “هروب” أصوات منتخبيهم المحليين تحت إغراءات الإدارة وأموال “الشكارة”، يعد مؤشرا على أن المعركة الانتخابية لكبار الناخبين ليست محسومة سلفا، بالرغم من امتلاك الحزبين أكبر وعاء انتخابي، وأن أصوات الحركة الشعبية الجزائرية، أكثر من 1493 مقعد، وحزب العمال 826 منتخب بالبلديات، والأرسيدي الذي يرأس 13 بلدية، (526 مقعد)، وجبهة القوى الاشتراكية (954 منتخب بلدي)، تليها الجبهة الوطنية الجزائرية (920 مقعد)، وحركة مجتمع السلم بأكثر من (718 مقعد)، سترمي بثقلها في ترجيح الفائز بالمقاعد ال48.
تابعونا على صفحة "الخبر" في "غوغل+" وبالنظر إلى حالة التشنج التي تطبع علاقة الأفالان بالعديد من الأحزاب، وتوتر العلاقة بين سعداني مع حزب العمال وحركة مجتمع السلم، فإن الحزب العتيد سيراهن بالدرجة الأولى، في سياق التحالفات، على أصوات المنتخبين الأحرار، بينما يسعى الأرندي إلى الاستثمار في سوء العلاقة بين سعداني وأحزاب المعارضة، لاستمالة أصوات منتخبيها لفائدة مرشحي حزبه لمجلس الأمة، خصوصا أن حركة مجتمع السلم التي تراهن على مقعد ولاية الوادي بإمكانها التفاوض بواسطة كتلة التيار الإسلامي الذي يتوفر على ما مجموعه 1357 مقعد موزعة على عدة مجالس محلية وولائية. وحتى وإن كانت جبهة القوى الاشتراكية منشغلة بمراسم توديع “الزعيم” الحسين آيت أحمد، الذي رحل عن عمر يناهز 89 سنة، فإن هذه المحطة الانتخابية ستمثل للحزب رسالة لتجسيد استمرارية رسالة الفقيد من خلال الظفر بمقعدي ولايتي تيزي وزو وبجاية، حيث فاز بعدد كبير من مجموع مقاعد مجالسها المحلية في الولايتين، خصوصا بعدما منحت حركة عمارة بن يونس أصواتها له، في مواجهة غريمه التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية. وبالنظر إلى ما وقع في الانتخابات السابقة، حيث انهزم الأفالان بالرغم من توفره على أكبر عدد من المنتخبين المحليين، حيث تفوق عليه الأرندي بفارق 3 مقاعد، فإن الانضباط الحزبي وسط كبار الناخبين سيكون بارومتر أساسيا في حسابات الفوز والخسارة، خصوصا في الأفالان، بعدما أعلن عدد من المرشحين “التمرد” على القيادة وتهديد سعداني بمعاقبة المخالفين الذين وصفهم ب«الحركى”. وتمثل هذه الانتخابات الجزئية رهانا بالنسبة لسعداني مقارنة بأويحيى، ليس فقط بالنظر إلى عدد منتخبي كل منهما، وإنما أيضا لأن الأمين العام للأفالان هو “القاطرة” التي تقود الحياة السياسية في الجزائر وليست “العربة”. فمن يكرم ومن يهان في هذا الاستحقاق الانتخابي ؟