كان مقر الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بدالي ابراهيم، عشية أمس، مسرحا لفضيحة جديدة بطلها رئيس الفاف، محمد روراوة، الذي أجبر المدافع الأيسر لأمل الأربعاء، هواري فرحاني، على التوقيع لفائدة شبيبة القبائل، مستعملا لغة التهديد والوعيد، وهذا مباشرة بعد صدور قرار لجنة المنازعات بتسريحه رفقة زملائه داود وزعلاني ويطو ومومن، وهو ما نفاه رئيس أمل الأربعاء، جمال عماني، لاحقا، مؤكدا بأنه يبقى صاحب القرار في تقرير مصير لاعبيه. سلب رئيس الفاف، محمد روراوة، “حرية” اللاعب الواعد للمنتخب الأولمبي، هواري فرحاني، عندما استدعاه أمس إلى مكتبه المتواجد بالطابق الثاني من مبنى دالي براهيم، وأبلغه بأنه ملزم ومجبر على التوقيع لفائدة نادي شبيبة القبائل، وهو ما رفضه اللاعب الدولي لمنتخب أقل من 23 سنة، مؤكدا رغبته في الانضمام لشباب بلوزداد، وترسيم العقد الذي كان قد وقعه في وقت سابق مع رئيس هذا النادي رضا مالك، الكلام الذي قابله رئيس الفاف بحالة هيستيرية، فرد على كلام فرحاني بلهجة حادة تجاوز فيها حدود اللباقة، كما كشف المعني بالأمر، في حديثه لمسيري شباب بلوزداد الذين كانوا بصدد انتظار خروجه من مكتب روراوة من أجل الحصول على توقيعه والمصادقة على العقد الأولي الذي وقعه معهم. ولم يجد فرحاني أمام “تهديدات” رئيس “الفاف” من حل سوى الرضوخ لطلبه، وتنقل على ضوء ذلك مع رئيس شبيبة القبائل، محند الشريف حناشي، ومناجير الفريق، براهيم زافور، بحضور رئيس أمل الأربعاء، جمال عماني، للتوقيع على عقده مع الشبيبة، بأحد المطاعم بدالي إبراهيم، الأمر الذي أثار حفيظة رئيس شباب بلوزداد، رضا مالك، الذي وجد نفسه ضحية “خدعة” من روراوة الذي كان قد وعده خلال لقائهما الأخير بمقر الاتحادية، بمساعدته على انتقال فرحاني للشباب مقابل الإعلان عن قبوله قرار تحويل “الفاف” المباراة المحلية لفريقه أمام مولودية الجزائر من ملعب 20 أوت 55 لملعب 5 جويلية. ولم يراع رئيس الفاف في هذه القضية الجانب القانوني، مادام أن اللاعب مسرح بقوة القانون من فريقه أمل الأربعاء، بحكم ديونه العالقة على إدارة ناديه (7 أشهر كاملة) وكان من المفروض أن يملك حرية اختيار وجهته المستقبلية، كما لم يراع روراوة الجانب الرياضي (فرحاني كان يتطلع للعب مع شباب بلوزداد الذي ينافس على جبهتي البطولة والكأس) كما فعل، من قبل، مع زميله في المنتخب الأولمبي أسامة درفلو، الذي أجبره رئيس الفاف روراوة أيضا على الانتقال لاتحاد الجزائر. وإلى جانب مسيري شباب بلوزداد، بدا رئيس الرابطة، محفوظ قرباج، من أكثر المتأثرين من سيناريو الذي آل إليه تحويل اللاعب فرحاني، حيث شعر بأن ما حدث كان بمثابة “طعنة في الظهر” من رئيس الفاف، بما أن هذا الأخير كان صاحب فكرة عرضه على شباب بلوزداد خلال حفل تكريم لاعبي المنتخب الأولمبي في مركز التقني للفاف بسيدي موسى، بعد العودة من نهائيات “كان” السينغال، وجعله أكثر تصميما على ترك منصبه بنهاية الموسم الحالي.