عبر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير عن أسفه بعد نشر تقرير ينتقد بقسوة قراره إدخال بريطانيا في حرب العراق عام 2003 وقدم "اعتذاراته". وقال رئيس الحكومة الأسبق، الذي بدا عليه التأثر خلال مؤتمر صحافي في لندن "كان القرار الأكثر صعوبة الذي اتخذته، وقمت بذلك بحسن نية"، وأضاف "أنا اتحمل كامل المسؤولية وأعبر عن ألمي وأسفي وأقدم اعتذاراتي".
لكن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق دافع عن قراره بمشاركة بريطانيا في حرب العراق عام 2003 عقب نشر تقرير عن الحرب ينتقده بشدة برسالة بسيطة تقول "من فضلكم توقفوا عن قول إنني كنت أكذب"، واعتبر بلير الأربعاء أن الإطاحة بنظام صدام حسين في 2003 كان قرارا صائبا، مؤكدا أن العالم بات "أكثر أمانا".
وواجه بلير أسئلة صعبة من وسائل إعلام محلية ودولية التي قالت إن تأكيداته للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن ترقى إلى "تفويض مفتوح للحرب" وإنه تخلى عن القنوات الدبلوماسية بسهولة شديدة، حيث بدا خلال مؤتمر صحفي استمر 109 دقائق نادما في بعض الأوقات ومتأثرا في بعض الأحيان وغاضبا بشكل واضح تارة أخرى من الطريقة التي تم تصوير أفعاله بها.
وبلير، الذي ترأس الحكومة البريطانية بين عامي 1997 و2007، متهم بتضليل الشعب البريطاني بتأكيده وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وهو ما لم يتم التثبت منه أبدا، وكان تقرير رسمي أول نشر عام 2004 أفاد أن توني بلير بالغ عندما تحدث أمام البرلمان عن الخطر الذي يشكله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
ويلقي التقرير الذي طال انتظاره بظلاله على السياسة الخارجية البريطانية لأكثر من عشر سنوات وخلص التقرير إلى أن بلير استند إلى معلومات مخابرات خاطئة وأن طريقة التفويض القانوني للحرب كانت غير مرضية.
وقتل عشرات الآلاف من العراقيين في الحرب والعنف الطائفي الذي أعقب ذلك. وشارك نحو 45 ألف جندي بريطاني في الحرب بين عامي 2003 و2009، لقي 179 منهم حتفهم.