يحتفظ سكان قرى ومدن ولاية تيزي وزو خلال الأعياد الدينية ببعض العادات والتقاليد المورثة عن الأباء والأجداد التي تعكس معاني الأخوة والتراحم بين المواطنين وتمتن العلاقة الأخوية بينهم، والتي تسمى عند البعض ثوزاعث ، ثمشرط ، لوزيعة ... إلخ. كان عيد الفطر المبارك الذي إحتفل به صباح أمس الأربعاء سكان ولاية تيزي وزو على غرار سكان بلادنا الجزائر والعالم الإسلامي فرصة لإحياء عادة من عادات سكان المنطقة والتي تتمثل في نحر ماشية وتقسم لحمها على سكان القرية بالتساوي دون تمييز بين الفقراء والأغنياء منهم، حيث يقوم أعضاء لجنة القرية أو بمبادرة من أشخاص بإحصاء عدد العائلات القاطنة بالقرية للتعرف على عدد المواشي الواجب إقتنائها، ولتمكين كل العائلات أن يكون لها حقها مع تحديد القيمة المالية التي يطالب يستطيع كل رب عائلة تسديدها مع الإشارة إلى أن العائلات المعوزة الفقيرة غير مطالبتها بالمشاركة في تسديد المبلغ المالي المحدد لتفادي إحراجهم أو إذلالهم، حيث يتكفل متبرعون بالمهمة دون تهويل.
وتنظم " ثوزاعث" أو "ثمشرط" في الأعياد الدينية منها عيد الفطر، العاشوراء، المولد النبوي الشريف و غيرها من المناسبات الدينية، حيث يتم في الصباح الباكر نحر الماشية وتقطيع لحمها وتوزيعه في شكل حصص مرقمة أي كل واحدة منها تحمل رقم معين، حيث يتم سحب رقم على ضوء قرعة تنظم لهذا الغرض لتفادي الغش والحيلة، فيكون لكل رب عائلة حصته التي كتبت له، وتسمح هذه العملية التي تجري في جو مريح لسكان القرية من جهة بالتلاحم وتزيد من روابط الأخوة فيما بينهم كما تمكن الفقراء منهم من أن تكون لهم في هذه المناسبة نصيبهم من اللحم كباقي سكان القرية دون تسديد مقابل.
وكان الإحتفال بعيد الفطر أمس مناسبة لسكان بعض القرى من تنظيم "ثوزاعث" أو "ثمشرط "إحياء لتقاليد سكان المنطقة مع الإشارة هنا إلى أن هذه العادة الحميدة التي ترسخ روح التعاون والتلاحم بين المواطنين زالت لدى البعض، كما هو الأمر أيضا بالنسبة لتقاليد وعادات زالت مع مرور الزمن، فمن العادات التي بقيت أيضا في مناطق عديدة من قرى وبلديات ولاية تيزي وزو، تلك المتعلقة بالإحتفال بعيد الفطر أو عيد الاضحى يوما قبل يومها المحدد التي تدعى "ثسويقث " التي تخص الأطفال الذين يلبسون ثيابهم الجديدة ويتوجهون رفقة أبائهم إلى السوق لإقتناء الألعاب والهدايا إلى جانب شراء رأس العجل لفائدة الأطفال الذين يدخلون السوق لأول مرة معتبرين إنه بشارة خير وإنه سيكون رجل مسؤول على الأسرة عندما يكبر.