اقتحم آلاف المستوطنين اليهود، فجر أمس الجمعة، المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، جنوبالقدسالمحتلة، وأدوا طقوسا تلمودية داخل حرمه تحت حماية أمنية معزّزة من قوات الاحتلال. وبيّنت مصادر محلية فلسطينية، بأن 120 حافلة إسرائيلية تقلّ آلاف المستوطنين وصلت بعد منتصف ليل الخميس الى الجمعة إلى محيط المسجد الإبراهيمي، حيث أمّنت قوات الاحتلال اقتحام المستوطنين إلى باحات المسجد وأدائهم لطقوس تلمودية بداخله. وقالت القناة السابعة في التلفزيون العبري، إن “آلاف المستوطنين زاروا الحرم الإبراهيمي بالخليل ودخلوا كافة ساحاته تحت حراسة الجيش الإسرائيلي”، وفرضت سلطات الاحتلال تقسيما زمانيا ومكانيًا في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994، عبر تقسيم المسجد لليهود والمسلمين، ومنع المسلمين من الصلاة في أيام الأعياد اليهودية. وأكد مدير أوقاف الخليل، إسماعيل أبو الحلاوة، في تصريح ل “الخبر”: “ما حصل اليوم (أمس) يندرج في إطار استكمال المشروع الاستيطاني لتهويد المسجد الإبراهيمي، وإبعاد المصلين المسلمين”. وأشار محدثنا، إلى أن الإجراءات الإسرائيلية الجديدة تنطوي على “تغيير لواقع المسجد الإبراهيمي ومخالفة للقوانين والمعاهدات الدولية التي تحرم المس بدور العبادة في فترة الاحتلال”. وفي السياق، حذّر مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية الخميس، من سيطرة سلطات الاحتلال الإسرائيلي الكاملة على الحرم الإبراهيمي الشريف وتغيير معالمه الخارجية تحت ذرائع أمنية. وقال المجلس في تصريح صحفي وصل “الخبر”: “الحرم الإبراهيمي الشريف من أبرز المعالم التاريخية الفلسطينية ويضم عناصر معمارية وأثرية مهمة، وحُوفظ عليه على مر التاريخ، حتى جاءت لجنة إعمار الخليل لترميمه والحفاظ عليه منذ عام 1996”. وأكد أن الحرم والبلدة القديمة في مدينة الخليل مُسجلان ضمن القائمة التمهيدية الفلسطينية للتراث العالمي. وأشار المجلس أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي شرعت منذ جويلية المنصرم، ببناء غرف حجرية أمنية أمام مدخل الحرم من الناحية الجنوبية لتحل محل الحواجز الأمنية الالكترونية لتأخذ طابع الديمومة، التي تسعى من خلالها للسيطرة الكاملة على الحرم. وفي موضوع منفصل، أدان الاتحاد الأوروبي، أمس، قرار الاحتلال بشأن بناء المستوطنات وتوسيعها في الضفة الغربية. وذكر موقع “واللا” العبري نقلا عن بيان للاتحاد الأوروبي، أن قرار إسرائيل بشأن المستوطنات يثير قلقاً بالغا لدى الاتحاد، وكان ما يسمى “مجلس التخطيط الأعلى بالإدارة المدنية” للاحتلال الإسرائيلي أقر، الأربعاء، على بناء 550 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين.