منعت قوات مكافحة الشغب الفرنسية، أمس، رشيد نڤاز، الذي رُفض ملف ترشحه لانتخابات الرئاسة التي جرت في 2014، من تنظيم مظاهرة أمام إقامة أمين عام جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، بحي نويي سير سان بالضاحية الباريسية. ونشر نڤاز شريط فيديو بشبكة التواصل الاجتماعي، يصوّر لحظة منعه وإبعاده من المكان من طرف مجموعة من رجال الشرطة، أبلغوه بأن الاحتجاج أمام مدخل العمارة التي توجد بها شقة سعداني ممنوع قانونا، بحسب تصريحات نڤاز في شريط الفيديو الذي أنجزه شخص كلّفه بهذه المهمة. ويثير نڤاز منذ مدة جدلا بسلسلة المظاهرات التي ينظمها أمام الإقامات الباريسية، التي يملكها مسؤولون جزائريون أو أبناؤهم. ويظهر في الفيديو رجال أمن يحملون نڤاز بأيديهم للابتعاد به عن بيت سعداني، وبعد بضع دقائق يتركونه من دون أن يغادروا المكان، خوفا على ما يبدو، من عودته إلى موقع المظاهرة. ويقول نڤاز أثناء حمله من طرف الشرطة، “هذه هي فرنسا الحقيقية، أنتم ترون الحڤرة بأعينكم.. تقولون إن فرنسا تؤمن بالديمقراطية”. ثم يلتفت إلى شرطي ويقول له: “هل هذا نموذج جديد للديمقراطية سيدي؟.. لقد فرضتم ديكتاتورية على النساء المنقبات في وقت سابق”، في إشارة إلى تدابير قانونية أصدرتها الحكومة الفرنسية منذ سنوات، لمنع ارتداء النقاب في الفضاءات العامة. ويشير نڤاز إلى شخص كان يصوّر مجموعة من الجزائريين، جاءوا إلى المظاهرة بدافع تأييده. وقال نڤاز عن الشخص إنه موظف بوزارة الداخلية الفرنسية، واتهمه بأنه “يصوّر الجزائريين وكأنهم حيوانات”. وتوجه إليه بكاميرا هاتفه النقال، وقال له: “أنا أيضا أصوّرك وكأنك حيوان”! وتعرض الشخص لانتقاد حاد من نڤاز، ولكنه لم يرد عليه، واستمر في تصوير الجزائريين. وبينما كان مواطنان فرنسيان، على ما يبدو، يتابعان مجريات ما يدور في المكان، حاول نڤاز لفت انتباههما إلى سبب المظاهرة، فقال: “نحن هنا للتنديد بفساد مسؤولين سياسيين جزائريين، ولكن شرطة بلادكم حريصة على حماية هؤلاء، بينما لا ترى حرجا في أن نزعجكم أنتم المواطنون الفرنسيون”. واتهم الدولة الفرنسية ب”حماية اللصوص”، مشيرا إلى أن رجال الأمن “لا يشرفون الجمهورية بهذا التصرف”.