وفاة فيدل كاسترو يغيب واحد من آخر العمالقة السياسيين في القرن العشرين، حاكم متسلط جعل من جزيرة صغيرة في الكاريبي محور اختبار قوة بين القوتين العظمتين الأمريكية والسوفياتية، قبل أن ينسحب من السلطة لدواع صحية. "لن أتقاعد أبدا من السياسة، السلطة عبودية وأنا عبدها"، هذا ما كان يؤكده كاسترو الذي تحدى جاره الشمالي الجبار على .مدى نصف قرن قبل أن ينأى بنفسه عن الحكم اعتبارا من العام 2006
كوبا تعلن الحداد الوطني لتسعة أيام بعد رحيل فيدل كاسترو
أعلنت السلطات الكوبية السبت الحداد الوطني لتسعة أيام بعد ساعات على وفاة أب الثورة فيدل كاسترو عن 90 عاما.
وأعلن مجلس الدولة في بيان قصير "الحداد الوطني لتسعة أيام" اعتبارا من السبت وحتى الأحد 4 ديسمبر.
وأوضحت هذه الهيئة العليا للسلطة في كوبا أن "كل الأنشطة والعروض العامة ستتوقف" بشكل خاص.
بوتين يشيد بكاسترو ويصفه بأنه "رمز لعصر"
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برقية تعزية وجهها إلى الرئيس الكوبي راؤول كاسترو "إن اسم رجل الدولة المميز هذا يعتبر رمزا لعصر في تاريخ العالم الحديث" مضيفا "كان فيدل كاسترو صديقا وفيا لروسيا يمكنها الاعتماد عليه".
وأضاف الرئيس الروسي أن كاسترو تمكن من بناء "كوبا حرة ومستقلة التي أصبحت عضوا نافذا في المجموعة الدولية وشكل مصدر وحي للعديد من الدول والشعوب".
وأشاد بوتين بكاسترو بوصفه "شخصا قويا وحكيما كان يتطلع دائما إلى المستقبل بثقة".
هولاند يقول إن فيدل كاسترو جسد الثورة الكوبية ب"آمالها وخيباتها"
قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في بيان إن فيدل كاسترو "جسد الثورة الكوبية بالآمال التي أثارتها والخيبات التي تسببت بها" مضيفا أنه كان أحد أطراف الحرب الباردة "وعرف كيف يمثل بالنسبة للكوبيين الاعتزاز برفض الهيمنة الخارجية".
عباس يصف فيدل كاسترو ب "المدافع الصلب عن قضايا الحق والعدل"
قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في برقية وجهها إلى الرئيس الكوبي راؤول كاسترو تعازيه بوفاة "القائد فيدل كاسترو، بعد حياة قضاها مدافعا صلبا عن قضايا وطنه وشعبه، وعن قضايا الحق والعدل في العالم "، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الفلسيطينية (وفا).
ونعى المجلس الوطني الفلسطيني فيدل كاسترو وكذلك حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
ويثني الفلسطينيون على كوبا في عهد فيدل كاسترو باعتبارها الدولة الأمريكية اللاتينية الوحيدة التي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1947.
وكان فيدل كاسترو أعلن في 1973 في مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز بالجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية.
نيكولاس مادورو يقول إن كاسترو ألهم بلاده وسيظل يلهمها
وفي فنزويلا حليفة كوبا منذ فترة طويلة والمعارضة للموقف السياسي الأمريكي قال الرئيس نيكولاس مادورو إن كاسترو ألهم بلاده وسيظل يلهمها. وقال في مكالمة هاتفية لقناة تيلي سور التلفزيونية "سنستمر في الفوز وفي القتال. فيدل كاسترو مثال للنضال من أجل شعوب العالم. سنمضي قدما بهذا الإرث."
وأشاد رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما أيضا بالزعيم الكوبي وشكره على دعمه ومساندته في الصراع من أجل القضاء على نظام الفصل العنصري في بلاده.
وقال زوما في بيان "كان الرئيس كاسترو معنيا بصراعنا ضد الفصل العنصري. ألهم الشعب الكوبي لينضم إلينا في نضالنا ضد الفصل العنصري."
وفي بوليفيا قال الرئيس إيفو موارليس في بيان "ترك فيدل كاسترو إرثا من النضال من أجل دمج شعوب العالم ... رحيل القائد فيدل كاسترو يؤلم بحق.""ورأى الرئيس البوليفي الزعيم الكوبي كواحد من "عمالقة التاريخ" الذي دافع عن "كرامة شعوب العالم".
وقال رئيس الإكوادور رافاييل كوريا "تركنا عظيم.. لقد مات فيدل.. تحيا كوبا! تحيا أمريكا اللاتينية."
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في بيان "فقد الشعب الصيني رفيقا مقربا وصديقا مخلصا."وأشاد شي بكاسترو لمساهماته في نشر الشيوعية في كوبا وفي العالم. وقال الرئيس الصيني في رسالة بثها التلفزيون السبت "لقد فقد الشعب الصيني رفيقا صالحا ووفيا (...) الرفيق كاسترو سيبقى خالدا".
وفي أوتاوا، عبر رئيس الوزراء جاستن ترودو عن "الحزن" لوفاة "صديق قديم" لبلاده وعائلته".
كما علق رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي على وفاة كاسترو قائلا إنه كان "إحدى الشخصيات الأكثر رمزية في القرن العشرين".
كما قال رئيس الوزراء الإسباني المحافظ ماريانو راخوي إن للزعيم الكوبي "مكانة تاريخية" مشيرا في بيان إلى تأثيره على كوبا و "نفوذه الواسع" في المنطقة.
من جهته، أعاد رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس بث تغريدة لحزبه اليساري على تويتر جاء فيها "وداعا أيها القائد حتى انتصار الشعوب" مشيرا إلى أن "التاريخ يقف إلى جانب فيدل كاسترو".
واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن كاسترو "كان شخصية فريدة، حارب ضد الاستعمار والاستغلال" مضيفا "كان مثالا للنضال من أجل استقلال الشعوب المضطهدة" وفقا لوكالة فارس للأنباء.
واعتبر رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال أن "صفحة مهمة في التاريخ السياسي العالمي انطوت" موضحا أن هذا "يضع حدا للحرب الباردة التي قسمت حتى السكان في القرن الماضي".
وقال روبرت فيكو رئيس الوزراء السلوفاكي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أن "كوبا لم تهدد أحدا قط، ولا تريد سوى أن تحيا بطريقتها الخاصة. كثيرون أولئك الذين يكرهونها ولا يزالون بسبب شجاعتها".
وقال رئيس الفيليبين رودريغو روترتي أن كاسترو "انتفض ضد الغرب والإمبريالية". وأشادت سلطات النيبال ب"نزاهة" كاسترو ووصفته بأنه "بطل قضايا الشعوب