أكد الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية عبد المالك بوشافع أن البلاد تمر بأزمة متعددة الأبعاد، سواء كانت سياسية أواقتصادية أواجتماعية، معتبرا أن هاجس المقاطعة الشعبية سيخيم على الانتخابات التشريعية المقبلة. وقال بوشافع في افتتاح الندوة الوطنية للمنتخبين اليوم الجمعة بزموري أن حماية المجتمع من هذه الأفخاخ والأزمات، يجب "علينا أن نفرض على السلطة ممارساتنا السياسية الراقية، و طرائق حكمنا الراشدة، بكل سلمية و تدرج"، مضيفا أن "مهمتنا أن نواجه بكل حزم إستراتيجية السلطة التي تعمل كل شيء من أجل تعميق إستراتيجية استئصال السياسة من المجتمع، وهو أكبر تحدي نواجهه بغية إعادة الشرائح الواسعة من مجتمعنا نحو النضال السياسي السلمي".
كما أعرب بوشافع أن هاجس الامتناع عن التصويت سيلقي بظلاله على الانتخابات التشريعية المقبلة، معربا عن أمله في القيام بعمل جواري كبير،لإقناع المجتمع بان المشاركة هي " مرحلة من مراحل عودة المجتمع نحو ممارسة حقوقه، وإدخال الحق في الحصول على الحقوق داخل كل المؤسسات المحلية والوطنية".
وأضاف بوشافع أن مهمة إقناع المواطن بضرورة المشاركة في الانتخابات "ليست سهلة لان الشروط الأساسية للعملية الديمقراطية غير متوفرة (التزوير،غلق كل المجالات،التسيير الأحادي والتسلطي)، لكنها ليست مستحيلة".
وتابع الأمين الوطني الأول للافافاس أن رغم كل التحفظات التي أبداها حزبه حول العملية الديمقراطية إلا انه أقدم حزب معارض في الجزائر يدعو الجميع إلى التجند لإنجاح مشاركته في الاستحقاقات الانتخابية القادمة وتشريفها".
على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، قال بوشافع أن "قانون المالية 2017 الذي إضافة إلى انعكاساته على الفئات الأكثر هشاشة، فهو جاء خدمة لمصالح أجنبية، و هو قانون سيعصف بالتأكيد بما هو محصل من مكتسبات اجتماعية على بساطتها".
من جهة أخرى ندد بوشافع بالمضايقات والملاحقات التي تطال مناضلي الأفافاس بفيدرالية غرداية و التي وصلت إلى حد المتابعات القضائية -كما قال- مجددا مطالبة الحزب بضرورة ايقافها فورا.
وأضاف بوشافع " نعبر عن اندهاشنا من توقيت هذه التحرشات، ومن هذا المنبر نحن نجدد دعمنا اللامشروط ومساندتنا اللامحدودة لهم، .....كما لا يفوتنا أن نشكر منتخبينا الذين ما فتئوا يتحركون لمساندة رفقائهم في غرداية و في غيرها من المناطق، في كل مرة يساندون كل المناضلين المظلومين من الحزب أو من خارجه".
وتتضمن هذه الندوة الوطنية المنعقدة تحت شعار "المنتخب في خدمة المواطن" على مدار يومين بحضور أعضاء الهيئة الرئاسية للجبهة وما يزيد عن 400 منتخب عبر الوطن إلقاء عدة محاضرات متبوعة بنقاش مفتوح.
وتتمحور المداخلات حول مواضيع تتعلق أهمها ب"العهدة الانتخابية البرلمانية وللمجالس المحلية " وحول "إستراتيجية الانتخابات والأفاق السياسية والقيود والموانع التي تعرقل نشاط البرلمانيين والمنتخبين المحليين".
كما يتم بالمنسبة مناقشة مواضيع أخري تتمثل أهمها في "قانون البلدية والولاية و قانون الانتخابات" و"وسائل عمل المنتخبين في المجالس المنتخبة " و"علاقة المنتخبين مع الحزب و مع المواطنين و مع الإدارة".