بلهجة شديدة الحدة، حذرت وزيرة الدفاع الألمانية الجمعة الولاياتالمتحدة من المساس بتماسك الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي أو السعي إلى التقارب مع روسيا بشكل أحادي، مشددة على أن اللحمة الأوروبية هي لصالح واشنطن. وأثارت مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أثنى على قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي وانتقد الحلف الأطلسي وتبنى خطا متساهلا حيال روسيا، قلق الأوروبيين.
وقالت أورسولا فون دير ليان خلال مؤتمر ميونيخ للأمن إن "أصدقاءنا الأمريكيين يعرفون أن نبرتهم حيال أوروبا والحلف الأطلسي لها تأثير مباشر على تماسك قارتنا".
وأكدت أن "اتحادا أوروبيا مستقرا هو لصالح الولاياتالمتحدة، وكذلك حلفا أطلسيا قويا وموحدا".
وقالت بهذا الصدد "لا يمكن الوقوف على مسافة واحدة من الحلفاء ومن أولئك الذين يشككون صراحة بقيمنا وحدودنا والقانون الدولي".
وتابعت أنه في حين تسعى الدول الحليفة ككل إلى إقامة علاقة وثيقة مع روسيا، عليها ألا "تتجاوز الشركاء في مفاوضات ثنائية".
وإن كان ترامب أعلن بعد دخوله البيت الأبيض دعمه التام للحلف الأطلسي، إلا أنه وجه خلال الحملة الانتخابية انتقادات شديدة للحلف معتبرا أنه "عفا عليه الزمن".
وأثنى بشكل متواصل على بوتين ودعا إلى تعاون أكبر مع روسيا، بما في ذلك في التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.
وانتقدت وزيرة الدفاع الألمانية أيضا المرسوم الذي أصدره ترامب وحظر فيه الهجرة والسفر مؤقتا من سبع بلدان ذات غالبية مسلمة إلى الولاياتالمتحدة، قبل أن يعلق القضاء مفاعيله في الوقت الحاضر.
وقالت فون دير ليان "يجب أن نتفادى تحويل مكافحة (الإرهاب) إلى جبهة (مشتركة) ضد الإسلام والمسلمين، وإلا فإننا نواجه خطر تعميق الهوة التي تشكل تربة خصبة للعنف والإرهاب".
وحذرت بأنه في هذه الحالة "سنواجه خطر الغوص في مستنقع أعمق مع تزايد العنف والرعب. من المناسب عوض ذلك البحث عن شراكة مع دول مسلمة وعربية تفكر مثلنا".