وحدت القبضة الحديدية، التي يحكم بها الكاميروني عيسى حياتو الكنفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، الأفارقة الذين قرروا قطع الطريق أمامه لخلافة نفسه في انتخابات الشهر القادم. وبخلاف العهدات الماضية، يبدو أن رئيس الكاف، عيسى حياتو، لن يفرش له، هذه المرة، بساطا أحمر ليمر فوقه للفوز بعهدة ثامنة، بسبب التحركات الأخيرة للإطاحة به، ولم ينتظر حياتو طويلا ليهدد خصومه بعقوبات في حال الخروج عن بيت الطاعة. ولم يتوقف حياتو عن سياسة التهديد، بما أنه بقي وفيا لتقاليده الديكتاتورية وسياسة الضرب بيد من حديد ضد كل شخص يعارضه، بما أنه وجه رسالة شديدة اللهجة ليلفت انتباه منظمة "كوسافا"، التي تضم 14 بلدا، أنها لا يمكنها أن تنظّم اجتماعات حول الانتخابات القادمة، بعدما عبّرت هذه المنظمة عن مساندتها للمرشح الملغاشي أحمد أحمد. وتضم منظمة كوسافا اتحاديات جنوب إفريقيا وزامبيا وزيمبابوى وأنغولا وموزمبيق ومالاوى وليسوتو والسيشل وبوتسوانا ومدغشقر وسوازيلاند وناميبيا وموريشيوس وجزر القمر. وارتبط اسم حياتو بالعديد من الفضائح، كان آخرها تحايله على القانون عندما عزف عن عرض مناقصة لبيع حقوق النقل التلفزيوني لكأس أمم إفريقيا، مفضلا بيعها لشركة "لاغاردير سبورتس" الفرنسية، في غياب الشفافية وقبلها إرغام الأفارقة على تغيير القوانين للسماح له بالترشح لعهدة ثامنة، وشعر حياتو بالخطر وأيضا بإمكانية تعرّض فرصه للانهيار لخلافة نفسه، بعد التقارير التي تحدثت عن اجتماعات قريبة ستجمع أكثر من منظمة في إفريقيا للتنسيق فيما بينها لدعم المرشح الملغاشي. وجاء الرد سريعا من خصوم حياتو على تهديداته، بفرض عقوباته عليهم بالقول إن قوانين الاتحادية الدولية تحترم حقوق الإنسان، منها الحرية واجتماعاتهم لم تخرج عن الإطار القانوني. وتباهي حياتو بدعم رئيس اتحادية جنوب إفريقيا لترشحه، وسارعت مصالحه إلى نشر الخبر في موقع الكاف، وهو الخبر الذي بدا أن حياتو أراد أن يوظّفه لتوجيه رسالة إلى خصومه، أنه يحظى بتأييد أحد أكبر الاتحاديات في القارة السمراء لخلافة نفسه. رئيس الفيفايلتقي الأفارقة على دفعتين تحاشى رئيس الاتحادية الدولية، جياني أنفانتينو، الجدل حول المرشح الذي يسانده في انتخابات الكاف، مفضّلا الظهور بالرجل المحايد الذي لا يريد إغضاب أي من المرشحين، حياتو وأحمد أحمد. وقال في تصريح سابق، إنه يتعيّن على الأفارقة اختيار ممثليهم في الكاف وفق المبادئ الديمقراطية. وقال مسؤولون، أمس، إن رئيس الاتحادية الدولية، سيعقد لقاء قمة غير مسبوق مع أكثر من 50 من رؤساء اتحادات كرة القدم في إفريقيا، بجوهانسبورغ، في وقت لاحق من الأسبوع الجاري. ووجهت الدعوة لجميع رؤساء اتحاديات كرة القدم في إفريقيا وهي 54 اتحادية، لحضور القمة التي دعا إليها أنفانتينو، والتي سيتم خلالها بحث بعض المسائل العامة التي تخص اللعبة الشعبية، إلى جانب شرح خطط "الفيفا" الخاصة بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم، إضافة إلى بعض التغييرات والخطط الأخرى. وقال القائمون على تنظيم القمة، إن رؤساء الاتحادات سيقسمون إلى مجموعتين وسيجتمع أنفانتينو ومسؤولو "الفيفا" مع مجموعة تضم نحو 25 رئيسا يوم الثلاثاء المقبل، على أن يعقد اللقاء مع المجموعة الثانية في اليوم التالي. والتقى أنفانتينو بنحو 20 رئيس اتحاد محلي بالقارة السمراء في نيجيريا، خلال جويلية، في لقاء غاب عنه عيسى حياتو وأعضاء اللجنة التنفيذية ل"الكاف".