تحسبا لافتتاح العهدة البرلمانية الثامنة، شرع، أمس، نواب المجلس الشعبي الوطني، المثبتين من طرف المجلس الدستوري، في التوافد على قصر زيغود يوسف للقيام بالإجراءات الإدارية، قبل موعد بدء الأشغال المرتقبة صبيحة الثلاثاء، بالموازاة مع استكمال إدارة المجلس تحضيراتها اللوجيستية الخاصة بقاعة الجلسات ومكاتب رؤساء الكتل البرلمانية واللجان ونواب الرئيس. كما جرت العادة، يرأس الجلسة الأولى للبرلمان، النائب الأكبر سنا، وهو في هذه العهدة السعيد بوحجة عن الأفالان (79 سنة)، بمساعدة النائبين الأصغر سنا، وهما على التوالي النائب المستقل تهامي حديبي عن ولاية البيض (27 عاما) والنائب عن "تاج" بولاية سطيف أيوب شرايطية (26 سنة)، مشكلين بذلك ما يعرف بالمكتب المؤقت للمجلس إلى حين انتهاء لجنة إثبات العضوية (بمثابة اللجنة القانونية)، من إجراءات تنصيب النواب بعد المناداة عليهم وفقا للقائمة الاسمية المرسلة من طرف المجلس الدستوري مساء الخميس الماضي. وفور إعلان المجلس الدستوري النتائج النهائية لتشريعيات 4 ماي الجاري، قامت إدارة البرلمان بإخطار وزارة الداخلية التي بدورها راسلت ولاة الجمهورية لتبليغ النواب الفائزين لديها بالنيابة، بالالتحاق بالمجلس اعتبارا من يوم أمس السبت، لاستكمال إجراءات التسجيل. وتفيد المعلومات الآتية من البرلمان أن أولى الأسماء التي طرقت الباب كان النائب بهاء الدين طليبة وزميله في الأفالان طاهر خاوة، والحاج العايب، وسيد أحمد فروخي، ووزيرة العلاقات مع البرلمان السابقة، غنية إيدالية، كما شوهد الناطق الرسمي باسم الأرندي، صديق شهاب، بمكتب التسجيل. وإلى غاية مساء أمس، بلغ عدد النواب المسجلين 150 نائب، على أن يتم استقبال باقي البرلمانيين، القدامى والجدد، اليوم وغدا، الأمر، الذي استعدت له إدارة البرلمان بتوفير الإقامة والإطعام بفنادق العاصمة، بالإضافة إلى خدمة النقل من وإلى قصر زيغود يوسف. ومن المنتظر أن ترفع الجلسة الأولى للبرلمان الجديد، بعد انتخاب رئيسه الذي سيخلف العربي ولد خليفة، الذي غادر مكتبه في حدود السادسة من مساء الخميس، فور استلامه بلاغ المجلس الدستوري المتضمن القائمة الاسمية للنواب الفائزين، وذلك بعد أن سلم مفتاح مكتبه وكل الوثائق الإدارية الخاصة بالعهدة السابقة للإدارة، لتولي تسيير مرحلة انتقالية قصيرة تنتهي يوم الثلاثاء. وروت مصادر مقربة من ولد خليفة أنه شوهد يخرج من المكتب متأثرا يغزوه شعور بالندم على قرارات تعيين اتخذها لفائدة "أشخاص خذلوه بانقلابهم عليه"، ودون توديع إطارات البرلمان، بسبب حالة التوتر التي طبعت علاقاته مع الكثير منهم. وأضافت ذات المصادر أن ولد خليفة أسرّ لأحد مساعديه بأنه "كان عليه الاستعانة بإطارات أكفاء من داخل المجلس، بدل المغامرة مع أشخاص جئت بهم من خارجه". وعن الأسماء التي من المرجح خلافة العربي ولد خليفة، كشفت ذات المصادر ل"الخبر"، عن أن الأمين العام للأفالان، جمال ولد عباس، سيبلغ نواب حزبه الجدد باسم الشخصية التي فازت بترشيح الحزب خلال اجتماع مرتقب اليوم بنادي الجيش بالعاصمة، مشيرة إلى تصدر اسمي كل من النائب الحاج العايب، الذي تولى منصب نائب رئيس مجلس الأمة سابقا، والوزيرة إيدالية، فيما رجحت إسناد رئاسة الكتلة البرلمانية للأفالان إلى طاهر خاوة، الذي يتولى حاليا مهمة منسق الكتلة إلى غاية انتخاب الهياكل الجديدة للبرلمان.