جرت أمس عملية تنصيب نواب الرئيس التسعة بالمجلس الشعبي الوطني، في فوضى عارمة، بسبب احتجاجات المعارضة من جهة، والمقاطعة القياسية للجلسة من جهة أخرى، بعد أن حضر 130 نائب فقط، كما أثرت عملية استخلاف عمار سعداني، النائب إدالية غنية، المحسوبة على الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، بالنائب دورة آمال، على سير الأشغال، بعد اعتصامها داخل المنبر الداخلي لقاعة الجلسات، رافعة شعار مناهضة التزوير. اضطر رئيس المجلس الشعبي الوطني، العربي ولد خليفة، إلى اختصار جلسة التنصيب في دقائق معدودة، بالنظر لتعدد جبهات المعارضة. فبعد مقاطعة كل من نواب حزب العمال، وجبهة القوى الاشتراكية للأشغال، قام فيلالي غويني، رئيس كتلة التكتل الأخضر، بمقاطعة ولد خليفة الذي كان يلقي كلمة الافتتاح، وجرى تلاسن حاد بين النائب بودبوز ونواب الأفالان الذين كانوا يعلقون على اعتراض التكتل الأخضر، واستمرت الأوضاع على حالها، حيث لم يجد رئيس المجلس العربي ولد خليفة، سوى مكبر الصوت لإنقاذ الموقف والخروج من الانسداد، بالدعوة للإسراع في عملية التصويت على نوابه التسعة. وحملت نائب الأفالان المقصية من نيابة الرئيس، إدالية غنية، المحسوبة على بلخادم، المسؤولية لرئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس الكتلة وقيادة الحزب، في إقصائها من منصب تحصلت عليه في انتخابات نيابية داخل البرلمان، وقالت إن حقها انتهك بشكل علني، ”لأنها تحصلت على فارق صوت واحد متقدمة بذلك عن النائب دورة آمال”. وواصلت بأنه حتى وإن كان هناك تساو في عدد الأصوات فإن القانون الداخلي للمجلس يمنح النائب الأكبر سنا الأحقية في تولي المنصب، وهي نقطة أخرى لصالحها، لتقدمها في السن عن النائب دورة آمال. وذكرت النائب أنها أصيبت بصدمة شديدة عندما اطلعت على القائمة النهائية لنواب الرئيس، التي لم تكن تضم اسمها، وأشارت إلى أن ما يقع فضيحة كبيرة في الأفالان، وانتهاك علني للحقوق لم يشهده المجلس من قبل، ما دفعها للاعتصام في بهو قاعة الجلسات، رافعة لافتة كتب عليها ”لا للتزوير”. وقاطعت رئيس المجلس، محملة إياه مسؤولية حرمانها من حقها، الذي قالت إنها تحصلت عليه بتزكية النواب في انتخابات شفافة ونزيهة. وكشفت أن رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الطاهر خاوة، نبهها لعملية الإقصاء مبكرا، وطلب منها التحرك لإنقاذ منصبها ”لأنه لم يستطع الدفاع عنها عند عمار سعداني”. ولم يجد رئيس الكتلة البرلمانية للأفالان، الطاهر خاوة، سوى القول إن القرار اتخذ على مستوى قيادة الحزب العتيد، وهو قرار سيادي قام به الأمين العام للأفالان عمار سعداني، وواصل بأن الانتخابات تمت بطريقة شفافة وتم تأكيد النتائج مع المستشار بالمجلس الشعبي الوطني، مضيفا أن ما صدر عن النائب إدالية آمال، التي قالت إن الطاهر خاوة نبهها بالتحضير لإقصائها من المنصب، لا أساس له من الصحة، مبرزا أن ”النائب إدالية غنية مثل الغريق الذي يبحث عن قشة للمسك بها، وعلى هذا الأساس ذكرت اسمي. وأنا أقول إن القرار سيادي وتم اتخاذه داخل الحزب العتيد بعد مشاورات”. وقد تم تنصيب نواب الرئيس التسعة، الموزعين بين خمسة أعضاء من الأفالان وثلاثة أعضاء من الأرندي، ونائب حر، كما تم أيضا تنصيب اللجان ال12 الدائمة بالمجلس، التي يحوز الأفالان على أغلبيتها.