واصلت أسعار النفط مسيرة التعافي المسجلة خلال الأيام المقبلة، بعد فترة انكماش دام فترة تقهقهر بفعلها سعر البرميل إلى 47 دولار، وعرفت مختلف الأسواق تسجيل مستويات لم يتم بلوغها منذ شهر جوان الفارط، تاريخ تمديد اتفاق الجزائر لتقليص الانتاج، يحدث هذا في الوقت الذي أصدرت فيه منظمة أوبك تقريرا متفائلا عن وضع السوق للعام المقبل. تخطت أسعار البرميل عتبة 54 دولارا وهو مستوى لم تبلغه منذ عدة أشهر، بفعل الارتفاع المتواصل للمخزون الأمريكي وشكوك منتظمة عن الالتزام بتخفيض الانتاج. غير أن مؤشرات ايجابية خلال الأيام الفارطة ساهمت في تواصل ديناميكية تعافي الأسعار فكانت البداية بكشف تراجع الانتاج الروسي وايضا شبه اجماع على تمديد اتفاق خفض الانتاج لمنتصف العام المقبل. وفي سياق هذه الديناميكية، توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) زيادة الطلب على نفطها في عام 2018 وأشارت إلى بوادر على تحسن السوق العالمية مبينة أن اتفاق خفض الإنتاج الذي أبرمته مع دول غير أعضاء بالمنظمة يساعد على تقليص تخمة المعروض التي ضغطت على الأسعار. وقالت المنظمة في تقريرها الشهري يوم الثلاثاء إن العالم سيحتاج إلى 32.83 مليون برميل يوميا من الخام العام القادم بارتفاع قدره 410 آلاف برميل يوميا عن التوقعات السابقة. وأضافت المنظمة التي تضم 14 دولة أن إنتاجها النفطي في أوت جاء دون توقعات الطلب إذ انخفض الإنتاج 79 ألف برميل يوميا عن مستويات يوليو تموز إلى 32.76 مليون برميل يوميا.