حمل بيان المكتب الفدرالي دلالات واضحة على تواصل "الحرب" بين رئيسي الإتحادية والرابطة، وتجَسّد أكثر، من خلال عدة فقرات كانت بمثابة سهام موجهة من زطشي إلى قرباج، بأن الكرة الجزائرية تبقى رهينة خلافات شخصية بين الرجلين وفي قبضة مزاج وصراع المصالح. غياب رئيس رابطة كرة القدم المحترفة، من جديد، عن الاجتماع وتكليفه لنائبه فوزي ڤليل بتمثيله، لم يمنع خير الدين زطشي، تحت غطاء "قرارات المكتب الفدرالي"، من انتقاد عيوب وعورات تسيير محفوظ قرباج، وتسليط الضوء على ما اعتبره جملة من الأخطاء والقرارات الخاطئة، مستعملا مصطلحات تم اختيارها بعناية لتسويق عمل الرابطة على أنه هاو وبعيد عن الاحترافية، منها عبارة "سجل المكتب الفدرالي بطريقة مفاجئة"، أو فقرة "جعل مباريات المنتخب تدخل في منافسة مع مباريات البطولة"، فضلا عن توجيه إنذار كتابي من طرف المكتب الفدرالي لرابطة قرباج ، بسبب قضية لاعب أولمبي الشلف بادني، الذي تم فسخ عقده كلاعب محترف من الشلف على ضوء ملف طبي للإمضاء في فترة التحويلات الشتوية لنادي عين وسارة الهاوي. وبصيغة الأمر، راح المكتب الفدرالي يطلب من ممثل رابطة كرة القدم المحترفة "تغيير موعد إجراء الجولة السادسة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، خاصة مباراة "الداربي" بين إتحاد ومولودية الجزائر، كون المباريات تتزامن مع موعد إجراء مباراة الجزائر أمام الكامرون يوم 7 أكتوبر المقبل، وفي تقدير الاتحادية، فإنه "لا يجوز جعل مباريات البطولة تجريب في نفس اليوم والتوقيت لمباراة المنتخب الوطني"، رغم أن المنتخب الذي يدافع عنه زطشي ويحرص على تلميعه، كان سببا في إقصائه من المونديال بنسبة كبيرة ، مثلما أقصى المنتخب المحلي، ما يجعل من مباراة الكامرون فاقدة للأهمية للجماهير الرياضية حتى ولو تم إلغاء كل مباريات البطولة يوم إقامة مباراة "الخضر"، فضلا على أن المنتخب الأول ليس ممثلا تقريبا بلاعبي بطولة الاحتراف، بما لا يستدعي أي تأجيل قد يؤثر مستقبلا على البرمجة. وغاص زطشي في التفاصيل من أجل الرفع من حدة الضغط على قرباج، وطالب رابطة كرة القدم المحترفة نشر أسماء الحكام على موقعها الرسمي المعنيين بإدارة المباريات، من باب أن الأمر يتعلق بتسيير البطولة التي تدخل ضمن صلاحيات الرابطة، كون هيئة قرباج تحاشت منذ انطلاق الموسم نشر أسماء الحكام وأرغمت "الفاف" على القيام بذلك من باب أن اللجنة الفدرالية للتحكيم تابعة للاتحادية وليس للرابطة، بعدما انفرد رئيس الإتحادية بالهيئة المكلفة بالتعيينات واستحوذ عليها. كما حمل البيان تأكيدا من الاتحادية على رفضها استعانة رابطة قرباج بأشخاص "غير مهيكلين في الاتحادية، وطلب زطشي، من خلال التستر وراء المكتب الفدرالي بأخذ هذا "الأمر" بعين الإعتبار وتنفيذه، من خلال إعداد قائمة تضم فقط الأشخاص المهيكلين داخل الإتحادية لتعيينهم كمحافظي مباريات، وهي خطوة يريد منها زطشي تقليص هامش المناورة لقرباج ويجرّده من "رجاله" الذين يأتمرون بأمره حين يعينهم محافظين في المباريات قصد التأثير على الحكام، وألمح زطشي إلى عدة أسماء على غرار زلوف وحماني وقادري وعلاني ومطامري وغيرهم من الأسماء المحسوبة على قرباج، وهو الرئيس (قرباج) الذي كان يدافع عن الحكام الموسم الماضي، حين كان عضوا في لجنة التعيينات، ويستعد اليوم لانتقادهم بعد تجريده من هذا "الامتياز" الذي منحه سلطة الضغط على عدة حكام من أجل خدمة مصالح بعض النوادي حتى في بطولة الهواة. ورغم إشادة المكتب الفدرالي بالموقع الجديد للرابطة وإدخال الرقمنة على تسجيل الإجازات حيز الخدمة، إلا أن الرسائل المشفرة كانت كثيرة وتخص فقط رابطة كرة القدم المحتمل، بما يؤكد بأن الحرب بين زطشي وقرباج لا تزال متواصلة، وهي تغذيها مصالح ضيقة ورغبة جامحة في التسلط والتحكم في زمام المنافسة، ومنه في جزء فعال من أصوات أعضاء الجمعية العامة للإتحادية.