أنهى شباب قسنطينة مرحلة الذهاب بطلا للشتاء لأول مرة في تاريخه، بعد مشوار إيجابي لم ينتظره الكثيرون، بالنظر للمشاكل الإدارية والفنية التي كادت تغرق الفريق الموسم الفارط، وتطيح به إلى جحيم الرابطة المحترفة الثانية. لو نعود إلى مسيرة شباب قسنطينة في مرحلة الذهاب للبطولة الوطنية قبل المواجهة الأخيرة أمام نادي بارادو، فإننا نجده حقق مشوار بطل، حيث سجل الفريق خلال 15 جولة 31 نقطة وبفارق أربع نقاط عن الملاحق المباشر شبيبة الساورة. كما شكل مهاجموه أحسن خط هجوم في البطولة بتسجيلهم 22 هدفا مقابل تلقي الدفاع 14 هدفا، إضافة إلا أنه كان أحسن فريق خارج الديار بتحقيقه ثلاثة انتصارات وتعادلين وخسارتين خلال سبعة تنقلات. الفوز على كافة المرشحين للقبيعني الكثير يبقى المميز في مشوار شباب قسنطينة خلال مرحلة الذهاب من البطولة هو أنه تفوق على جميع خصومه المرشحين للظفر باللقب، حيث فاز داخل الديار على كل من الوصيف شبيبة الساورة وبرباعية كاملة مقابل هدفين، كما فاز على صاحب المرتبة الثالثة وفاق سطيف بثنائية لهدف في مباراة تميزت بسيناريو هيتشكوكي، إضافة إلى الفوز على مولودية الجزائر بهدف وحيد، ومولودية وهران بنفس النتيجة. ولم يكتف “السنافر” بهذا، حيث عادوا بثلاثة انتصارات من خارج الديار، اثنان منها أمام فريقين كبيرين يلعبان دوما على الألقاب، وهما اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل، وبعدما كان الفريق متخلفا أمامهما في النتيجة عند نهاية الشوط الأول. أمين عبيد... إعادة الاكتشاف وهداف البطولة لا يمكن التغافل عن أن تألق مهاجم شباب قسنطينة أمين عبيد في البطولة كان له نصيب كبير من تألق “السنافر” هذا الموسم، فهذا اللاعب الذي كان منسيا طوال الموسمين السابقين مع مولودية الجزائر ونصر حسين داي، خلق من جديد في النادي القسنطيني، حيث ساعدته الظروف الملائمة في عاصمة الشرق على استعادة حسه التهديفي الذي عرف به في اتحاد الحراش، مسجلا 11 هدفا كاملا بعد 14 جولة من البطولة، مع حرمانه من احتساب هدفين شرعيين أمام كل من أولمبي المدية وشبيبة الساورة، وكذا تضييعه ضربة جزاء أمام شباب بلوزداد كانت ستسمح له برفع رصيده من الأهداف، مع التذكير أن تألق عبيد هذا الموسم أثمر بأول استدعاء له من طرف الناخب الوطني رابح ماجر للمشاركة في تربص 17 ديسمبر الجاري. صرامة عمراني عنوان نجاح الفريق لم يكن لشباب قسنطينة أن يصل إلى الوضع الإيجابي الذي يحتله حاليا في البطولة لو لم يكن هناك مدرب على رأس عارضته الفنية يعرف بالصرامة والانضباط في عمله، إذ يعتبر هذا الأمر العملة الرئيسية التي يتعامل بها عبد القادر عمراني مع لاعبيه، بدليل إحالة عدة لاعبين على مجلس التأديب عندما يتعلق الأمر بالتخلف عن التدريبات أو الإخلال بالنظام الداخلي للفريق، حيث لم ترحم صرامة عمراني عدة لاعبين لهم وزنهم في الفريق، على غرار بلعميري وبن عيادة وزرارة وكبال وسيسي والطيب، وهذا دون الحديث عن القراءة الجيدة لعمراني لمجريات اللقاءات التي قلب فيها تأخر فريقه في النتيجة إلى انتصارات، كما وقع في لقاءات وفاق سطيف واتحاد العاصمة وشبيبة القبائل. ثقة “آبار” ودفع مستحقات اللاعبين في وقتها حصنا الفريق ساهمت الوضعية المالية المريحة لشباب قسنطينة هذا الموسم تحت رعاية شركة “آبار” للبترول في المحافظة على الاستقرار داخل الفريق، حيث واكبت الشركة المذكورة النتائج الإيجابية للفريق، بدفع مستحقات اللاعبين ومنحهم في وقتها، على عكس ما كان يحصل في السنوات الفارطة، وتسبب ذلك في إضرابات اللاعبين عن التدريبات. وسمح حصول اللاعبين على أموالهم في آجالها المحددة بتركيز رفقاء القائد بزاز على الميدان فقط، كما أن شركة “آبار” استخلصت العبر من المواسم القليلة الفارطة، ووضعت ثقتها في المناجير العام طارق عرامة لتسيير شؤون النادي بالتنسيق مع المدرب عبد القادر عمراني وفقط، متخلصة بذلك من الصراعات الداخلية التي كانت سابقا بين أعضاء اللجنة المسيرة الواحدة، والتي نخرت جسد الفريق، وكادت تؤدي به إلى الهاوية.