أطلقت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ”صافرات الإنذار” لاسترداد قيمة 400 دولار من النادي المصري لفائدة عضو المكتب الفدرالي عمّار بهلول، وسارعت لتوجيه مراسلة رسمية إلى ”الكاف” حملت إمضاء الأمين العام، محمّد ساعد، تشرح ”الخسارة” التي لحقت بعضو المكتب الفدرالي. اللافت للانتباه أن اتحادية خير الدين زطشي لم تضيّع وقتا كبيرا للمطالبة بحق عضوها ”المتطوّع” عمّار بهلول، بشأن مستحقات مهمته كمحافظ مباراة النادي المصري وفريق غرين بيفالوس الزامبي في المنافسة القارية، وهي نفس الاتحادية التي لم تحرص على تجنيب نفسها تكبّد خسارة مليون ونصف المليون دولار الذي يطالب به المدرّب الإسباني السابق للمنتخب الوطني، لوكاس ألكاراز، ومساعديه، بسبب فسخ من جانب واحد للعقد الذي كان يربط المدربين الإسبان بالاتحادية، كون ألكاراز أودع شكوى رسمية على مستوى ”الفيفا”، التي ستفصل لا محالة لصالحه، طالما أن ”الفاف” لم تؤمّن نفسها من مخاطر قرار التخلي عن مدرّبها دون سبب، حين جعلت العقد ينتهي بنهاية كأس أمم إفريقيا 2017 (في جويلية 2019)، دون أن تحدد أهدافا مرحلية تمنحها هامش المناورة دون خسائر كبيرة في حال أرادت التخلص من الطاقم الفني الأجنبي. قيمة 400 دولار استنفرت فعلا الاتحادية التي استدلت في مراسلتها ل«الكاف” بتاريخ 1 مارس 2018 تحت رقم 339 بقرارات صادرة عن الهيئة القارية برفع قيمة منح المحافظين من 800 إلى 1200 دولار، والتي أصبحت النوادي المستقبِلة تسددها لهم بدلا من ”الكاف”، في خطوة حرص على تفعليها عمّار بهلول لاستعادة ”حقه” من النادي المصري الذي تعامل معه بنظام التعويضات القديم ل«الكاف” وليس الجديد، وهو نفس الرجل (بهلول)، الذي خانه ذات الحماس في مطالبة رئيسه زطشي ومحاسبته على عدم استشارة أعضاء المكتب الفدرالي بشأن خيار ألكاراز ولا حتى عن مخاطر فسخ العقد وتعريض الاتحادية لخسارة مليون ونصف المليون دولار. والغريب أيضا أن أولويات الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لم تعد إطلاقا مصلحة الكرة الجزائرية واتحاديتها ونواديها، بدليل أن الفضائح تدافعت على ”قصر دالي إبراهيم” تباعا، وبلغ صداها الاتحادية الدولية لكرة القدم، في صورة خصم ست نقاط من رصيد اتحاد بلعباس بسبب خطأ إداري من الأمين العام ل”الفاف”، محمد ساعد، الذي ”نسي” متابعة ملف تسديد مستحقات لاعبي ”المكرة” الأجانب، وتقديم كل الوثائق ل”الفيفا” التي تؤكد صحة إجراءات الفريق الجزائري، ما ترتّب عنه العقوبة لبلعباس والإهانة للكرة الجزائرية. وحطّمت الأمانة العامة ل”الفاف” الرقم القياسي من حيث سرعة التنفيذ للمراسلة الموجهة ل«الكاف” بشأن ال400 دولار، وتحوّلت هذه القيمة إلى أولوية، إلى درجة رسمت صورة مغايرة لمحمد ساعد بعدما صنع الحدث قاريا في قضية بشير ولد زميرلي، الذي وجد نفسه الوحيد من كل المترشحين لعضوية المكتب التنفيذي للهيئة الكروية القارية الذي رُفض ملفه لوصوله إلى مكتب الأمانة العامة ل«الكاف” خارج الآجال، في سابقة لم تعهدها الاتحادية ”المونديالية”. اتحادية ”إنتاج الفضائح” و«التسيير الهاوي” غرقت في جزئيات على حساب النظرة الشاملة لمستقبل الكرة الجزائرية، في غياب برنامج مكتوب وواضح للرئيس خير الدين زطشي، وأضحى مع تدني مستوى الإدارة والمنتخبين، مجال نقاش ”الفاف” هو الإقالة والاستقالة والمواجهة المعلنة مع رئيس الرابطة والخلاف القانوني حول سحب تفويض البطولة، بل والصراع مع النوادي على مكان إجراء مباريات الكأس، وكلها مؤشرات واضحة وقوية على أن الاتحادية الحالية تسير نحو الهاوية.