أبدى رجال دين يطلقون على أنفسهم وصف "سلفيين" استياء بالغا من رفض أحد فريق آخر من السلفيين تزكية بلغتهم من كبير أعلامهم، السعودي ربيع المدخلي، المقيم بالإمارات. وينتمي الغاضبون إلى فريق يعد خصما للشيخ محمد فركوس صاحب قداسة وسط التيار السلفي، الذي يحرم الخروج عن الحاكم ومنازعته في حكمه. وذكر 8 "شيوخ"، في بيان شديد اللهجة صدر أمس، أن "إخواننا المخالفين لنا لم يرحبوا بصوتيات ونصائح عامة بعث بها الشيخان الجليلان ربيع وعبيد إلى أبنائهم وإخوانهم في الجزائر، دون تفريق بينهم أو إقصاء لأحدهم، يحثان فيها على جمع الكلمة والدعوة إلى التحالف والتحاب، والتعاون بإخلاص لأجل تسوية النزاع القائم بين الإخوة الدعاة بالحجة والبيان". ووقَع البيان عبد الغني عوسات وعز الدين رمضاني وعبد الحكيم دهاس ورضا بوخاتم وعبد الخالق ماضي وعمر الحاج مسعود وعثمان عيسي وتوفيق عمروني. ويعرف هؤلاء بأنهم من رموز التيار السلفي في الجزائر، يختلفون مع "القائد الأكبر" للسلفية فركوس الذي انتشرت أفكاره بسرعة فائقة بالمساجد. ويعبر أصحاب البيان المعنون ب"براءة للذمة" عن "أسفهم لكون دعوة الشيخين لم تلق مباركة (من المخالفين لهم) ولا طوعت الأقلام لمساندة ما جاء فيها، والعمل بما حوته من نصائح وتوجيهات وشفقة ورحمة على هذه الدعوة وأهلها، بل غيّبت وطمست وتم تجاهلها بتأويلات فاسدة وردود فعل باردة، وفهمت على أنها تزكيات سيقت بالمجان إلى من يبحث عنها، وأنها لن تنفع أصحابها ولو كانت من أكبر عالم في الأرض". ويشير "الشيوخ" الثمانية إلى خصوم بعينهم، اتهموهم ب"التشويش على تلك التوصيات" (لا يوضحون متى صدرت)، وهم التابعون لفركوس، الذين يعرف عنهم أنهم يطيعونه طاعة عمياء. وأعاب الثمانية على خصومهم "الاحتفاء جدا بتزكية محمد بن هادي المدخلي، المكتوبة بخط يده، للشيخ محمد علي فركوس وعبد المجيد جمعة ولزهر سنيقرة وروجوا لها أيما ترويج، وتداولها موقع التصفية والتربية (تابع لجمعة)، حتى وصلت إلى الصحافة التي قالت إن محمد بن هادي المدخلي ينصب ثلاثة من أكبر الدعاة في الجزائر، وسلَم لهم قيادة الدعوة فيها". واستنكر البيان "خطورة هذا التدخل السافر (من جانب بن هادي المدخلي) الذي أضر بالدعوة السلفية في العالم الإسلامي عموما وعندنا خصوصا، فزاد في تعميق الشرخ وتكريس الفرقة بين السلفيين ونسف كل الجهود التي تدعو إلى تهدئة الأوضاع والدعوة إلى الاجتماع والتآلف". ويقول أصحاب البيان إن شيوخ المدخلية المساندين لفركوس "حكموا بأن الله لا يرضى عنا وهذا سمعناه بآذاننا في مكالمة مسجلة مسربة.. وهذه جرأة عجيبة". وتحدث البيان عن "منهج إقصائي باطل يسعى أصحابه إلى إسقاط إخوانهم الدعاة والتحقير من مجالسهم، ومعاملتهم مثل ما يعامل به أهل الأهواء والبدع".