تدفق المعزون والمتآزرون على منزل عائلة زيرق الواقع بمحاذاة مسجد القدس في حي الداميات الشعبي بعاصمة ولاية المدية عصر اليوم وكلهم تضامن وشد على أيدي والد وأشقاء ضحية الفاجعة الجوية الشهيد الإبن البكر بن عيسى، الذي التحق متعاقدا بصفوف الجيش الوطني الشعبي سنة 2015 برتبة رقيب. " إبني شهيد، وأتشرف بالتحاقه بركب الشهداء، رافقته إلى مطار بوفاريك إلى غاية الواحدة من فجر اليوم، ليقع الخبر علينا بعد أقل من سبع ساعات على توديعه هناك ولم أكن لأصدق وأنا أفاجأ بسماع الفاجعة لأقول لنفسي، إنها الطائرة التي كانت تحمل إبني في رحلة نحو تيندوف..إبني شهيد ربي يرحمه..كان حريصا على إلحاحه بوصيته قبل المغادرة خيرا بأشقائه والعائلة..لم أكن أعلم أنه كان حديث القضاء والقدر". يقول والد بن عيسى وعيناه تنطقان بدموع حارقة دفينة وجفنان تحت قهر الألم وهو يستقبل جموع المعزين والمتضامنين أمام عتبة بيته المتواضع. هي أجواء إيمانية ومفعمة بصبر وتجلد على مشيئة الله، إلا أنها كانت ممزوجة بهول الصدمة، حتى أن أكرم ذي تسع سنوات أصغر شقيق للمرحوم، انهار باكيا ولم يتمالك نفسه بين أيدي وأحضان الوالد الجريح والمعزين. "غاب عنا قرابة 100 يوم كاملة، ليعود إلى البيت فمرت 12 يوما قضاها مع الأسرة والجيران والأصدقاء كلمح البصر، لكن لله ما أعطى وله ما أخذ لا رد لقضاء المولى عز وجل، ليس وحده بل الجزائر كلها تقف جريحة وقفة إجلال لهؤلاء الشهداء الشباب، ربي يرحمهم جميعا"، يضيف والد الشاب المرحوم بن عيسى، وقد احتقنت دموعه في صدره إيمانا واحتسابا لفلذة كبده وهم يشد العزاء على أيدي أشقاء بن عيسى، أكرم ذي التسع سنوات، رياض ذي 15 سنة وبشير صاحب 22 ربيعا، رحم الله الفقيد وكتبه فيمن عنده من الشهداء رفقة رفقائه ضحايا الطائرة التي أقلعت ولم تصل مغيرة الوجهة إلى رب السماء والذين تضاربت الأخبار حتى مساء اليوم عن عدد ضحاياها من ولاية المدية بين سبع و15 جنديا.