أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، أن روسيا سترد دبلوماسيا وعسكريا على أكبر تدريبات للناتو منذ العام 2002 والتي ستجري في النرويج في أكتوبر ونوفمبر المقبلين. وفي منتدى "الجيش 2018" المنعقد بضواحي موسكو، أفاد السفير المتجول لوزارة الخارجية، مندوب روسيا لدى مجلس القطب الشمالي، فلاديمير باربين، بأن التدريبات ستجري في أراضي النرويج ومياه شمالي المحيط الأطلسي بمشاركة نحو 40 ألف جندي و150 طائرة و70 سفينة حربية. وأشار الدبلوماسي إلى أن التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب ألقى بظلاله على منطقة القطب الشمالي، حيث "ضربت العقوبات المفروضة على موسكو مشاريع في قطاع النفط والغاز، وجرى طي اتصالات عسكرية، ويتم جر حلف شمال الأطلسي في أمور المنطقة وتعزيز الوجود العسكري للناتو بالقرب من الحدود الروسية". وأضاف باربين أن اتفاقا تم التوصل إليه حول تشكيل قيادة جديدة لقوات الناتو المشتركة ومقرها العام قاعدة نورفولك البحرية بولاية فيرجينيا الأمريكية، بأن تكون هذه القيادة مسؤولة عن حماية المواصلات في منطقة القطب الشمالي وشمال المحيط الأطلسي. كما أكد الدبلوماسي قيام الولاياتالمتحدة بإعادة تشكيل الأسطول الثاني الأمريكي الذي تم تفكيكه بعد انتهاء الحرب الباردة والذي تتواجد سفنه غالبا في شمال المحيط الأطلسي. وتابع: "كل هذه العوامل يجب أخذها بعين الاعتبار وبلورة ردود ضرورية دبلوماسية وعسكرية في وقت مناسب. ولا يزال خيارنا كما كان وهو حل تفاوضي متمدن لجميع الخلافات من أجل ضمان السلام والاستقرار في منطقة القطب الشمالي عبر تطوير التعاون الدولي". يُذكر أن قوات عسكرية لدول الناتو قد بدأت في الوصول إلى النرويج للمشاركة في التدريبات التي من شأنها أن تكون مظاهرة لقدرات الناتو في "ردع روسيا"، حسبما أعلن القائد العام لقوات الناتو في أوروبا، كورتيس سكاباروتي. وأعربت روسيا مرارا عن قلقها إزاء نشاط غير مسبوق للناتو قرب حدودها الغربية. وكان الكرملين أعلن سابقا أن روسيا لا تمثل تهديدا لأحد، لكنها لن تتسامح مع تحركات قد تكون خطيرة على مصالحها الوطنية. وفي تعليقه على اتهامات موجهة إلى روسيا بالتصرفات العدوانية، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنها مزاعم لا أساس لها، مشيرا إلى أن نشاط القوات الجوية الأطلسية في بحر البلطيق يفوق نشاط سلاح الجو الروسي في المنطقة. كما ذكر بوتين أن الإنفاق العسكري الأمريكي يزيد عن إنفاق كل الدول الأخرى مجتمعة.