نظم، اليوم، زملاء ومحبو فقيد "الخبر" والصحافة الوطنية، محمد شراق، وقفة ترحمية بدار الصحافة الطاهر جاووت بالعاصمة، جمعت صحفيين من عناوين متعددة وناشطين نقابيين وبعض متابعي كتابات الراحل. ولبى هؤلاء دعوة أطلقها زملاء عبر صفحات للتواصل الاجتماعي والتفوا جماعات وفرادى حول صورة المرحوم التي نصبت على أعتاب المقر القديم، مهد جريدة كل الجزائريين "الخبر"، وهي الوقفة التي لم يتخلف عنها حزب العمال الذي مثله النائبان بالمجلس الشعبي الوطني رمضان تعزيبت وجلول جودي. لم تحبس صاحبة المبادرة الصحفية حكيمة ذهبي دموعها وهي تعدد مناقب الراحل وفضله عليها مهنيا واجتماعيا وحتى بسيكولوجيا، ونقلت صدمة سكان منطقة (شرقي العاصمة) التي كانت تحتمي بمحمد أو "رزقي" الذي حمل همومهم وتحمل أعباء إيصال صرخات المظلومين وآهات المغبونين لآذان المسؤولين. وبحكم الجوار الذي جمعهما بحي ذراع العز القديم، كان الراحل بالنسبة لحكيمة ولغيرها من جيل الصحفيين الشباب نبراسا أضاء لها ولزملائها دروب الكتابة الصحفية. وضرب حزب العمال مثلا في الوفاء والمؤازرة للراحل شراق، وهو ما تجلى في ملازمته ومرافقته صحيا ومعنويا من طرف زعيمة الحزب، لويزة حنون، وإطاراتها منذ أولى اللحظات التي اختطفه فيها المرض، كما برهن الحزب على تقديره للراحل من خلال حضور ممثلي الحزب رمضان تعزيبت وجلول جودي للوقفة قبل وقتها المحدد، وكان اللقاء مناسبة للبرلماني تعزيبت لإبراز وطنية ومواقف شراق الذي "لم يحد يوما عن الخط الوطني"، فهو "الإعلامي الذي لم يخف يوما حرقته، وهو على فراش المرض، على تردي الوضع العام للبلاد، مقدما تصورات عميقة للخروج من المأزق السياسي والاقتصادي الذي يطوق الجزائر"، حسب ما أكده تعزيبت. وفي كلمته أمام المجتمعين، جدد رئيس تحرير "الخبر"، محمد بغالي، الإشادة بمآثر الفقيد وقاسم الحضور تأثرهم ومصابهم، كما عدد خصال الراحل ومكانته في مسيرة المؤسسة، واصفا إياه بالقلب النابض للقسم السياسي للجريدة. ومما يحفظ للراحل، حسب الشهادة التي قدمها بغالي، موضوعيته ومهنيته العالية التي جعلت منه رجلا جامعا للمتضادات السياسية والإيديولوجية، وهي صفات قلما تجتمع في الكتاب الصحفيين اليوم، علما أن الراحل حافظ على مهنيته من موقعه، محللا ومتابعا ومنهمكا في بذل الأحسن للمهنة وللجريدة، قبل أن يتدخل صديق الراحل وزميله، محمد سيدمو، ليؤكد أن "الفقيد شخصية نادرة وملهمة وقلما تتكرر في عالم الصحافة". من جهته، أعرب الأمين العام للنقابة الوطنية للصحفيين، كمال عمراني، عن صدمته وتأثره ب"الوفاة المفاجئة للراحل شراق"، واصفا إياه ب"المحرر البارع الخفي"، معربا "عن تضامنه مع أفراد عائلته ومع زملائه"، مؤكدا أن "الذي يزيد القلب أسى وحسرة هو رحيل الفقيد في سن العطاء والأمل"، قبل أن يختم حديثه بخلود "الصورة الطيبة عن أخلاق وتواضع الرجل ومكانته ضمن الأقلام النادرة". وأجمع الزملاء مراد محامد، مدير تحرير جريدة "المحور اليومي"، وعزيز طواهر ومرزاق صيادي وعز الدين آيت الحارة، على أن "الصحافة فقدت عمودا من أعمدتها وقلما متميزا"، فيما أعرب الناشط النقابي رياض بوخدشة عن ألمه لغياب القلم الذي يجبر القارئ والمتابع على "تذوق الكتابة الصحفية الراقية".