قضت محكمة الجنايات بالدار البيضاء في العاصمة اليوم، في قضية تنوعت التهم فيها بين جنايات محاولة تصدير المخدرات بطريقة غير شرعية و تخزين ووضع للبيع وشحن ونقل عن طريق العبور لمواد مخدرة بطريقة غير شرعية، في إطار جماعة إجرامية منظمة عبر الحدود الوطنية وجنحة تبييض الأموال، حيث تمت إدانة شبكة دولية منظمة عابرة للحدود متكونة من 19 فردا يترأسهم المبحوث عنه من قبل مصالح الأنتربول "سعيد الميڤري" بعد توقيفه في أكتوبر 2015 أثناء تنفيذه لعملية اختطاف الطفل "ياريشان"، حيث تم تسليط عقوبة السجن المؤبد وغرامة مالية نافذة بقيمة 5ملايير سنتيم في حق بارون المخدرات أحمد يوسفي سعيد المكنى "سعيد الميڤري" إضافة إلى شريكه "ج.الياس" ،"م.محمد" ،"ب.فيصل" عن تهمة تهريب المخدرات من نوع القنب الهندي من المغرب إلى أوروبا عبر الجزائر عبر حاويات موجهة لاستيراد وتصدير فاكهة التفاح، فيما تمت إدانة ثلاث أشخاص آخرين متواجدين في حالة فرار بالسجن المؤبد من ضمنهم شخصين من جنسية أجنبية أحدهما بلجيكي و الآخر هولندي. كما تمت إدانة كل من شقيق الميڤري "ق.سيدي أحمد"،"ع.م" ،"ب.م" ،"ح.س" بعقوبة 20 سنة سجنا وغرامة مالية نافذة بقيمة 1 مليار، في حين تمت إدانة المتهم"ب.عبد اللطيف" بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا و 1 مليار سنتيم غرامة مالية نافذة،"ب.عبد العزيز " ب10 سنة سجنا و "م.م.رياض" 12 سنة و100 مليون سنتيم غرامة مالية نافذة، في حين استفاد متهم واحد من البراءة، كما تجدر الإشارة إلى أن محكمة الجنايات بالدار البيضاء قضت برفض قبول تأسيس الخزينة العمومية طرفا مدنيا في القضية. هذه القضية التي استمرت فيها جلسات المحاكمة لأزيد من أسبوع وسط تعزيزات أمنية مشددة حيث كشفت من خلالها تفاصيل مثيرة بخصوص نشاط شركات أجنبية في استيراد القنب المغربي من الجزائر تحت غطاء تجارة الليمون والتفاح. وقائع القضية الحالية تعود لتاريخ 11 مارس 2009، حين تم تحويل 3 حاويات فارغة مجهزة بمبرد من حظيرة شركة " ساترانس" لميناء الجزائر على متن باخرة "راميتا" أين رصد المراقبون الحاضرون آنذاك واقعة مشبوهة أثناء رفع هاته الحاويات التي كانت جد ثقيلة على الرغم من أنها فارغة بعدما عجز السائق عن رفعها ، حيث تم تبليغ قسم الاستغلال للشركة أين تم إحضار خبير لمعاينة الحاوية، الذي تبين بعد فحصها وجود فارق بحوالي 45 سنتيم بين الداخل والخارج، ليراسل مسؤول مصلحة متابعة الحاويات لشركة " ألجيريا سلومان نبتون" الكائن مكتبه بميناء الجزائر لتقديم استفسارات ومعلومات حول خصائص وزن الحاوية المعنية، ليقوم بدوره بمراسلة الشركة الأم "شيبينغ نبتون سلومان" الكائن مقرها بألمانيا، يطلب منه موافاته بخصائص حاويتين محل مراسلة شركة " ساترانس"، لتبعث الشركة الألمانية عن طريق إرسالية مواصفات الأوزان المتعلقة بالحاويات الثلاثة غير أن القضية بقيت مبهمة ، لحين أن توصلت مصالح الدرك الوطني بالرويبة من حل لغزها بتاريخ 4 و5 أفريل 2009 بعدما تبين لها بأن الثقل الذي كان بالحاويات هو عبارة عن كمية معتبرة من المخدرات من نوع "القنب الهندي" بلغ وزنها الإجمالي 5492,6 كلغ، والمزمع إفراغها من المخدرات ونقلها عل متن باخرة "راميتا" باتجاه ميناء "أونفار" البلجيكي ، في وقت بقي لغز الفاعلين مبهما و أعلنت على إثره مصالح الدرك الوطني حالة استنفار قصوى فتحت بموجبه تحريات مطولة أين تبين خلالها بأن نشاط الحاوية هو استيراد التفاح لصالح أحد التجار المنحدرين من ولاية سطيف بإسم شركة "أورل أ آم تي زاد"و التي قامت بحوالي 23 عملية استيراد لمواد موجهة للاستهلاك البشري من عدة دول خلال قرابة عام كامل.