تخوفات أويحيى، التي عبّر عنها أثناء تعليقه قبل أيام عن المسيرات الحاشدة، التي شهدتها مختلف ولايات الوطن الجمعة الماضي، في إطار عرضه لبيان السياسة العامة للحكومة، والتي كشف من خلالها عن محاولات لإخراج التلاميذ إلى الشوارع، تجسدت أمس في وهران، حيث جاب عشرات التلاميذ مختلف شوارع المدينة، وهم بصدد ترديد نفس الشعارات التي تضمنها الحراك الشعبي الجاري هذه الأيام، والناقمة في مجملها على ترشح الرئيس لعهدة أخرى. ولم تنجح كل التدابير التي قام بها مسؤولو قطاع التربية بوهران أمس، في منع التلاميذ من مبارحة أسوار مؤسساتهم بفعل الإضراب الذي يشنه الأساتذة المنضوون تحت لواء نقابات التكتل منذ أول أمس، حيث عمد العشرات من التلاميذ في حدود الساعة العاشرة صباحا، إلى التوجه زرافات زرافات باتجاه وسط المدينة، حيث نظموا مسيرة جابت مختلف الشوارع، أطلقوا فيها العنان لحناجرهم بالصراخ، والزغاريد، وترديد بعض الأغاني، الأمر الذي أثار فضول ودهشة المواطنين والسكان الذين خرجوا من شرفات المنازل، ومن المحلات، والمقاهي، لمتابعة أطوار مشاهد تلاميذ صغار التحف بعضهم أعلام ورايات وطنية، وهم بصدد المطالبة بالتغيير والإصلاح السياسي، ورفض ترشح القاضي الأول في البلاد لولاية جديدة. وقد جرت هذه المسيرة التي شارك فيها عشرات التلاميذ دون أي مشاكل أو انزلاقات، لدرجة أنها لم تشهد أي تأطير من قبل مصالح الأمن، قبل أن يتفرق هؤلاء التلاميذ نحو وجهاتهم، بعد أن صنعوا بأهازيجهم وشعاراتهم أجواء استثنائية، شقت سكون جل الشوارع والأزقة التي جابوها. وبثانوية رابح بيطاط في أولاد يعيش بالبليدة استغل تلاميذ فترة الاستراحة، نهار أمس، وخروجوا إلى ساحة مؤسستهم الثانوية، ليتظاهروا في هدوء ضد العهدة الرئاسية الخامسة، حيث فاجأوا مؤطريهم، خلال تواجدهم بساحة ثانويتهم، إذ بادروا إلى ترديد شعارات معارضة، لطرح عهدة رئاسية خامسة، ملوحين بالرايات الوطنية، ليعود التلاميذ إلى أقسامهم، بعد أن عبروا عن رأيهم تجاه الانتخابات الرئاسية. وتجدر الإشارة إلى أن تلاميذ ثانويين، بمدينة بوفاريك، خرجوا، أول أمس، أيضا إلى الطريق العام، وهتفوا بشعارات معربين فيها عن رفضهم عهدة رئاسية جديدة، وطالبوا بالتغيير.