الشعب في الشارع ضد الانتخابات، في وجود وجوه من النظام القديم في مناصب المسؤولية، وضد قانون المحروقات الذي تحضره الحكومة، ومع ذلك توافق الحكومة من خلال مجلس الوزراء على هذا القانون وتثمّن العمليات الجارية لإجراء الانتخابات! والحكومة في هذه صادقة مع نفسها! فمتى كانت الحكومات الجزائرية تعير اهتماما لرأي الشعب في اتخاذ القرارات المصيرية؟! فلو كانت الحكومة تفعل عكس ذلك لما وصلت البلاد إلى هذه الوضعية الانسدادية؟! لاحظوا الحكومة تقدم نفسها على أنها تعرف مصلحة الشعب أكثر مما يعرف الشعب مصلحته! ومع ذلك تقول الحكومة إنها تتخذ قرارات وفق الإرادة الشعبية.. 1 - لأول مرة في تاريخ الجزائر يعري الشعب السلطة ومن خلالها الحكومة بخصوص مسألة شرعية وشعبية ما تقوم به السلطة عبر الحكومة. 2 - لأول مرة أيضا يحيل الشعب علنا وبالملايين من المتظاهرين في الولايات كل الطبقة السياسية الحاكمة والأخرى التي تسير في ركابها... يحيلها الشعب على الهامش، من خلال رفض التعامل مع كل المؤسسات الشكلية للسلطة من حكومة وبرلمان وأحزاب وحتى التنظيمات الأخرى. 3 - لاحظوا أن 99% من المترشحين للرئاسيات ترشحوا كأحرار لعدم ثقتهم في الأحزاب التي ينتمون إليها... ولأن الشعب قد غسل أيديه من أي تنظيم سياسي بعنوان الأحزاب، سواء كان في الحكم أو في المحيط المتعامل مع السلطة! 4 - ما حدث في الجمعة الماضية وما سبقها يعتبر دروسا للسلطة يجب أن تستفيد منها مستقبلا. 5 - لقد أصبح واضحا أنه لا يمكن للسلطة أن تستمر في ممارسة السياسة بالقوة القاهرة وبالتزوير للإرادة الشعبية التي أصبح الشعب يمارسها في الشارع كل يوم! ويجب أن تفهم السلطة بأن تمكين الشعب من حقه في التغيير الذي يطالب به لا يضعف الدولة بل يقويها! [email protected]