بلغت خسائر دول جنوب شرق آسيا التي كانت تعج بالسياح قبل تفشي فيروس كورونا، وبعد أسابيع قليلة من ظهور الفيروس، عدة مليارات من الدولارات بينما تواصل السلطات الصينية السباق مع الزمن لاحتواء انتشاره ومحاولة إيجاد لقاح للقضاء عليه. وتغيرت صور الأماكن التي كانت تعج بالسياح والأشخاص في العديد من المناطق ودول المنطقة لتترك مكانها لفنادق فارغة وشواطىء مهجورة وحجوزات ملغاة. وتخيم أجواء قاتمة على منتجع باتايا، إحدى الوجهات المفضلة للصينيين في تايلاند. فالواجهة البحرية المزدحمة عادة تبدو مقفرة، والمراكب السياحية راسية في المرفأ وسط وجوم أصحاب المتاجر العائمة. وفي كمبوديا حتى معابد أنكور الشهيرة تأثرت. وتراجعت مبيعات التذاكر بنسبة تراوحت بين 30 و40 بالمئة، بحسب وزارة السياحة. والأمر مماثل في فيتنام. فقد تم إلغاء حجز 13 ألف غرفة فندقية في هانوي وتراجع الإقبال على خليج هالونغ بنسبة فاقت 60 بالمئة. تايلاند التي استقبلت العام الماضي 11 مليون سائح صيني (27 بالمئة من مجموع السياح الأجانب)، سجلت في بداية فبراير تراجعا في عدد السياح بنسبة "فاقت 86 بالمئة"، بحسب وزير السياحة فيفات راتشاكيتبراكان. وفي فيتنام غاب السياح الصينيون تقريبا مع تراجع بنسبة "ما بين 90 ومئة بالمئة"، بحسب المناطق. وتمتد عدوى تراجع الرغبة في السياحة إلى الأوروبيين والأمريكيين والأستراليين الذين يلغون سفراتهم خشية الإصابة بالفيروس، حتى وإن كان يتفشى حاليا أساسا في البر الصيني وقلة من أصابهم في دول جنوب شرق آسيا. وقد يكون هذا الوضع غير المسبوق، كارثيا لاقتصادات المنطقة التي تعتمد كثيرا على السياحة. وتعمد الكثير من وكالات السفريات وأصحاب الفنادق في المنطقة إلى تخفيض كبير لأسعارها، كما وسعت إجراءاتها لتمكين الزبائن من تأجيل رحلاتهم بشكل مجاني، وذلك بهدف الحد من إلغاء الحجوزات.