عادت الكثير من العائلات أمام تفشي وباء فيروس كورونا والعديد من الأمراض لاسيما التنفسية منها إلى استعمال الأعشاب والتوابل نظرا لفعاليتها والاعتماد على الطب التقليدي والبديل من أجل تفادي الذهاب إلى المستشفى خوفا من العدوى. تشهد محلات بيع التوابل والأعشاب في الأسابيع الأخيرة توافدا كبيرا للمواطنين لاقتناء بعض الأعشاب التي تتحدث بعض المصادر عن فعاليتها في مواجهة الأمراض وتحضير أدوية الجدات اللواتي كن لا يعرفن طريقا إلى الطبيب أو الصيدلي، بفضل اعتمادهن على الطب الشعبي في علاج مختلف الأمراض التي تصيب أفراد العائلة. وتشير الحاجة فطوم التي فاقت السبعين سنة والقاطنة بحي الشطيط بمدينة الأغواط، إلى أن جميع الأسر كانت في السابق تضم في بيوتها مختلف الأعشاب لمواجهة الأمراض التي تواجه أفراد العائلة في جميع الفصول دون التوجه إلى الطبيب أو اقتناء الدواء من الصيدلي، وهذا من خلال تناول منقوع الأعشاب لمواجهة الأوجاع والآلام التي تزول في الكثير من الأحيان دون تشخيص الطبيب بفضل حكمة العجائز والخبرة التي اكتسبتها من السلف . وتضيف السيدة أن أغلب هذه الأعشاب كانت تجمع من البراري والأرياف دون غرسها ويتم تنظيفها وغسلها لحفظها عند الحاجة لاستعمالها، كما أن بعضها يستعمل في بعض الأطباق التقليدية كالحريرة والمردود وكسرة بالدواء. من جهته، أشار عبد الكريم بن جمعة، صاحب محل للأعشاب والتوابل بحي المعمورة بالأغواط، إلى أن إقبال المواطنين بات كبيرا على اقتناء أعشاب ينصح بها لعلاج الزكام وتقوية المناعة، على غرار القرنفل والحرمل والشيح والزعتر والزنجبيل، وكذا زيت النعناع وزيت القرنفل اللذين يتم استنشاق بخارهما في ملعقة صغيرة من الماء الساخن عن طريق الأنف والفم، إضافة إلى تناول عصير الليمون مع حبات القرنفل، مضيفا أن الثوم الأحمر مفيد لكنه يتسبب في تخفيض الضغط، وكذلك أهمية التفاح والموز في تقوية المناعة وعلاج الزكام وطرد الفيروسات واستنشاق بخار أوراق الكاليتوس والريحان والقرنفل، وتناول غبرة الروبوليس أو العكبر، وهو صمغ يصنعه النحل لتغطية الصندوق مع العسل والكركم والحبة السوداء لتقوية المناعة، وأيضا تناول البيض التقليدي مع الفلفل الأسود والملح لمواجهة السعال، والدهان أو السمن التقليدي مع القهوة وزيت الزيتون مع التين المجفف وكذلك الخرجلان وكلها تفيد حالات الزكام.