أكد، أمس، الدكتور بقاط بركاني محمد، رئيس العمادة الوطنية للأطباء، أن "الجزائريين في مأمن من اللقاحات المزيفة والمغشوشة التي حذرت مؤخرا المنظمة العالمية للصحة من تداولها إلكترونيا، وخارج برامج التطعيم القانونية"، مضيفا أن الجزائر "خارج دائرة العروض المشبوهة التي تروجها شبكات إجرامية، مُستغلة التطاحن العالمي الجاري هذه الأيام بين العديد من الدول للظفر بأكبر كم من اللقاح، لتأمين رعاياها من الفيروس، والقضاء على العدوى". وأوضح بقاط الذي أدلى بتصريح ل"الخبر"، أمس، أن "التحذيرات التي صدّرها رئيس المنظمة العالمية للصحة لجميع الدول بشأن ترويج لقاحات مغشوشة عبر الفضاء الأزرق من قبل جماعات إجرامية مجهولة، خلال مؤتمر صحي تم عقده قبل يومين بجنيف، لا تعني الجزائريين على الإطلاق، في ضوء استحالة وصول هذه اللقاحات إلى أرض الوطن أساسا".
مخاوف الهيئة الأممية تنطبق على من يتعاملون مع شركات ووسطاء وأضاف المسؤول الأول عن شريحة الأطباء أن "مخاوف المنظمة تنطبق على الدول التي تتعامل مع وسطاء أو شركات لتوفير اللقاح المضاد لفيروس كورونا، الأمر الذي لا ينطبق علينا، باعتبار أن السلطات المكلفة في الجزائر بإدارة هذه الأزمة الصحية العالمية غير المسبوقة، تتعامل في مسألة اقتناء اللقاحات المضادة للفيروس المستجد، مع الدول أو المخابر المختصة في إنتاج اللقاحات المعتمدة من قبل الهيئة الأممية للصحة بشكل مباشر ودون أية وساطة، بموجب عقود مبرمة ومفصلة بين الطرفين". وفي سياق تطميناته بشأن رسائل القلق التي عبّر عنها السيد "تيدروس أدهانوم غيبرييسوس"، مدير عام المنظمة، أفاد ذات المتحدث بأن البلاد تملك مؤسسات وهيئات رقابة من شأنها منع أي تسلل لهكذا لقاحات مغشوشة"، مضيفا بأن "خطر هذه اللقاحات المزيفة التي تتاجر فيها شبكات إجرامية عالمية تتربص برعايا بعض الدول الفقيرة والضعيفة، التي تقل فيها قنوات المراقبة المفترضة، من أجل الحفاظ على الصحة العمومية".
الجزائر لم تستلم سوى 400 ألف جرعة لقاح وقد تمكنت السلطات الوصية من اقتناء كميات زهيدة من اللقاحات المضادة للفيروس، في إطار تدابير مكافحة الجائحة، تم استعمالها لمباشرة حملة وطنية استهدفت بعض الشرائح الهشّة ذات الأولوية، على غرار الطواقم الطبية وشبه الطبية الموجودة في الصفوف الأمامية، فضلا عن المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، حيث لم تستلم الجزائر إلى حد الساعة سوى مجموع 400 ألف جرعة، تمثلت في 200 ألف جرعة من لقاح "سينوفاك" الصيني، و100 ألف جرعة لقاح من نوع "سيوتنيك" الروسي، و100 ألف جرعة أخرى من لقاح "أسترازينيكا" الذي تتجاوز فعاليته نسبة 75 في المائة. وفي هذا الصدد، تأسف بقاط من الوضع الذي تسير عليه الحملة الوطنية للتلقيح ضد هذا الفيروس الذي يواصل انتشاره عبر العالم منذ أزيد من سنة كاملة، مُرجعا مسؤولية العدد المحدود من المستهدفين بالتلقيح، إلى السلطات المعنية بالملف التي "تأخرت بشكل بالغ في تقديم الطلب على اللقاح المطلوب بشدة من كل دول العالم، مقابل عدم وفرته في أرض الواقع نتيجة تجاوز الطلب العالمي لقدرات إنتاج المخابر المعنية".
توصيات بإتلاف قارورات اللقاح الفارغة بعد استعمالها للإشارة، فإن المنظمة العالمية للصحة كانت قد أعربت مؤخرا عن قلقها الشديد بشأن احتمال قيام جماعات إجرامية باستغلال الطلب العالمي الهائل على لقاحات كوفيد-19 لتوريد لقاحات مغشوشة ومزورة، بعد تلقي بعض وزارات الصحة عروضا مشبوهة تخص هذه اللقاحات غير الأصلية، حيث أوصت بضرورة التخلص الآمن من قارورات اللقاح المستخدمة والفارغة، والعمل على إتلافها لقطع الطريق أمام أي محاولات إعادة استخدامها من قبل الجماعات الإجرامية. كما أوصت الجميع بعدم الحصول على اللقاحات خارج برامج التطعيم التي تديرها الحكومات، مضيفة بأن "المنظمة على دراية بتقارير تخص إعادة استخدام قوارير اللقاحات الفارغة والمستعملة، داعية الجميع إلى الإبلاغ عن أي عمليات بيع مريبة للقاحات كورونا".