تشير آخر أرقام اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا إلى ارتفاع في عدد الإصابات بالفيروس التاجي، منذ حلول شهر رمضان، وهو ما أكده البروفيسور رياض مهياوي، عضو اللجنة العلمية لمتابعة فيروس كورونا، الذي صرح بأن "الأرقام الأخيرة لكورونا بالجزائر مقلقة قليلا"، وهو نفس ما ذهب إليه الدكتور يوسف يوسفي الذي لم يخف تخوفه من انفجار موجة جديدة خلال الأسبوع الأخير من شهر الصيام، نظرا للتراخي المسجل في مختلف الفضاءات العمومية والمساجد. ويشهد شهر رمضان حركة استثنائية للمواطنين في جميع الولايات، وتكتظ فيه الأسواق والمراكز التجارية ووسائل النقل خلال الفترات الصباحية مع التراخي الكبير في التطبيق الصارم لمختلف البروتوكولات الصحية والتقيد بالإجراءات الوقائية، وهي العدوى التي انتقلت إلى بيوت الله، خصوصا مع تساقط الأمطار خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل، ما دفع بالكثير من المصلين في عدة مساجد من الوطن إلى التصاق بعضهم ببعض من أجل أداء صلاتي الجمعة والتراويح، مغفلين الإجراءات الوقائية التي فرضت عليهم منذ إعادة فتح جميع المساجد على المستوى الوطني، منتصف شهر فيفري الماضي. وأمام هذا الوضع المقلق وفي حال ما تواصلت الأرقام في الارتفاع قد تضطر حكومة جرّاد إلى تشديد قيود الحجر الصحي، وهو ما أشار إليه البروفيسور رياض مهياوي، عضو اللجنة العلمية لمتابعة فيروس كورونا، في تصريح لإذاعة سطيف المحلية، حيث صرح قائلا: "يجب علينا أن نعمل كل شيء حتى نتجنب الموجة الثالثة التي تهدد العالم". كما اعترف مهياوي بأن هناك تراجعا كبيرا في تطبيق التدابير الوقائية، ولا حل لنا إلا بالتطبيق الصارم للبروتوكولات الصحية في رمضان، محذرا من العودة إلى نقطة الصفر خاصة بعد ما تم تحقيقه طيلة عام كامل. وبشهادة جميع الفاعلين، ظلت المساجد هي الأماكن الوحيدة التي يتم فيها التطبيق السليم للإجراءات الوقائية، وبفضل المتطوعين الذين ينشطون عبر مختلف مساجد الوطن استطاع المصلون أداء الصلوات في أمان وطمأنينة، منذ سماح الحكومة بإعادة فتحها شهر فيفري الماضي، ويسهر هؤلاء الشباب المتطوعون على توجيه المصلين وتذكيرهم بمختلف الإجراءات الوقائية وتوزيع الكمامات وتنظيف المسجد من داخله وخارجه، إلا أن عدوى التراخي بدأت تتسلل شيئا فشيئا إلى الجامع مع حلول شهر الصيام، وهو ما صار يقلق القائمين على تسيير بيوت الله والمصلين على حد سواء، خصوصا مع أنباء انتشار السلالات الجديدة من الفيروس في الجزائر، والتي تمتاز بسرعة الانتشار من شخص لآخر مقارنة بالفيروس الأصلي. وحول هذه النقطة، قال الدكتور يوسف يوسفي، رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك في البليدة، في اتصال مع "الخبر": "نحن كأخصائيين متخوفون من تكرار سيناريو رمضان الماضي، حينما قفزت الأرقام إلى مستويات عالية خلال النصف الثاني من الشهر، بالرغم من القيود الصارمة التي كانت مفروضة وقتها". وأضاف: "كانت المساجد في الماضي القريب يضرب بها المثل في مدى احترام مختلف الإجراءات الوقائية، لكننا أصبحنا نشاهد بعض التراخي من المواطنين، خصوصا أثناء أداء صلاة التراويح، فبعض المصلين صاروا ينزعون الكمامات داخل المساجد، وبعضهم الآخر يغلق النوافذ، وآخرون يتشاجرون مع المتطوعين الذين يسهرون على تطبيق الإجراءات". وتابع يوسفي: "الأماكن المغلقة كالمساجد تعد بؤرة لانتشار الفيروس، وبالتالي عندما يقف أحد بجنب الآخر من دون ارتداء كمامة حتما ستنتشر العدوى بشكل سريع، خصوصا مع ظهور السلالات الجديدة من الفيروس والتي لحد الآن لازلنا نفتقر للإحصائيات الحقيقية ونسبة الإصابات بها في الجزائر، وهو ما ينذر بانفجار موجة عنيفة في حال ما لم نحترم الإجراءات ونطبقها في جميع الأماكن والفضاءات".