شارك اليوم وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، في مؤتمر باريس حول ليبيا، وألقى كلمة باسم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي غاب عن اللقاء بالرغم من دعوة الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون له. وذكر لعمامرة في اللقاء الذي حضره 30 دولة بمختلف مستويات التمثيل، من بينها وزير الخارجية الروسي ونائبة الرئيس الامريكي،فضلا عن منظمة الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الاوربي والاتحاد الافريقي، ان الجزائر "تأمل في أن تفضي مداولات اليوم إلى تجديد عزمنا الجماعي للعمل وفق مقاربة أكثر فعالية لرفع تحديات المرحلة الراهنة على الساحة الليبية ؛ التي تمت دراستها باستفاضة خلال عديد المؤتمرات المتواترة والمتماثلة في مخرجاتها". وأفاد لعمامرة، أن الجزائر تسجل بارتياح مساهمة مثل هذه اللقاءات في تعزيز الاجماع الدولي حول رفض منطق العنف وضرورة تغليب لغة الحوار والمصالحة بين كافة مكونات الشعب الليبي. في حين، أدانت الجزائر "بقوة تواصل التدخلات الأجنبية عبر جميع أشكالها في الشؤون الداخلية لهذا البلد الشقيق وتورط عدد من الأطراف الخارجية في خرق حظر توريد الأسلحة رغم التزامها بمخرجات مؤتمري برلين وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة". وتابع لعمامرة " من هذا المنطلق، تجدد الجزائر دعوتها لجميع الأطراف الخارجية لاحترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستقلالية قرارها. فالحل الدائم والشامل والنهائي للأزمة الليبية، ومثلما أكد عليه مرارا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لن يتأتى إلا عبر مسار يكرس مبدأ الملكية الوطنية ويتولى فيه الأشقاء الليبيون دورا قياديا وبارزا". وعاد لعمامرة للتذكير بالنهج السيادي الذي كرسته في التعامل مع الأوضاع في هذا البلد الشقيق. وباقتراب الانتخابات العامة المقررة في غضون الشهر المقبل، أكد لعمامرة على ضرورة احترام هذا الموعد الليبي-الليبي بامتياز والذي ينتظر منه أن يكرس إرادة وسيادة الشعب الليبي بجميع أطيافه ومختلف مكوناته في اختيار قادته وممثليه وتحديد مستقبل بلاده دون أي ضغوطات أو املاءات. وفي الكلمة قال ممثل رئيس الجمهورية، إن الجزائر "تواصل جهودها على رأس مجموعة دول جوار ليبيا وبالتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية، لتمكين الأشقاء الليبيين من تجسيد أولويات هذه المرحلة الهامة بما يحفظ أمن واستقرار ليبيا وكذا أمن واستقرار دول الجوار، التي تتأثر بشكل مباشر وأكثر من غيرها بالأوضاع في دولة ليبيا. وأشادت الجزائر باتفاق اللجنة العسكرية المشتركة على خطة انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية بطريقة تدريجية ومتزامنة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات ومخاوف ليبيا وكذا تلك التي تخص جيرانها.