يبدو أن طريق مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، البوسني وحيد حاليلوزيتش، ورئيس الجامعة المغربية فوزي لقجع قد وصلت إلى مفترق الطرق أياما قبل دخول أسود الأطلس نهائيات كأس العالم بقطر، فبعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها لقجع حول مستقبل المدرب في حال ما لم يتنازل عن قرار مواصلته استبعاد بعض اللاعبين عن المنتخب في مقدمتهم حكيم زياش، رد التقني البوسني، أمس، ضمنيا على رئيس الجامعة من خلال حوار مطول مع صحيفة رياضية كرواتية، أكد فيه تمسكه بقراراته وبأن ملف إعادة استدعاء بعض اللاعبين " المغضوب عليهم" غير مطروح تماما لديه. اغتنم التقني البوسني والمهاجم السابق لمنتخب يوغسلافيا فرصة إجرائه لحوار مع الجريدة الكرواتية للرد على تصريحات لقجع الأخيرة، حيث رد على سؤال حول الأخبار المتداولة عن رحيله من العارضة الفنية للمنتخب المغربي قبل المونديال قائلا: " أنتم تعرفونني جيدا من أين أنحدر، أنا جئت من مدينة جابالانيكا المشهورة بالغرانيت"، في إشارة منه إلى أنه غير قابل للتفتيت تماما مثل الغرانيت، وهي الرسالة التي لا شك أن رئيس الجامعة فوزي لقجع والإعلام المغربي فهمها جيدا بعد أن فهموا شخصية المدرب حاليلوزيتش المتصلبة جدا. وسأل الصحفي وحيد، "هل يمكن استدعاء حكيم زياش وباقي اللاعبين المستبعدين عن المنتخب؟ " فرد قائلا: "هذا الموضوع غير مطروح بالنسبة لي"، وتابع: "هناك لاعبون خاضوا التصفيات المؤهلة للمونديال، ولعبوا ثماني مباريات كاملة فازوا بسبعة وتعادلوا في مناسبة واحدة، كما أنهم سجلوا 25 هدفا، وهذه هي المجموعة التي أريدكم أن تركزوا عليها، واحتراما لهؤلاء اللاعبين الشباب لا أريد الحديث عن المجموعة التي لم تكن موجودة". وفهم الرأي العام المغربي أن المدرب البوسني لا يزال مصرا على مواصلة غلق الباب أمام بعض اللاعبين " المغضوب عليهم"، في شاكلة حكيم زياش، ومزراوي وحمد الله ويوسف مالح. وسبق لرئيس الجامعة، فوزي لقجع، أن صرح منذ أسبوع في كلمة ألقاها على أعضاء مكتبه الفدرالي قائلا: " لا يحق لأي أحد أن يحرم اللاعبين من المنتخب، لا السيد حاليلوزوتش ولا أي شخص آخر...مصلحة المنتخب فوق كل شيء"، كما وجه لقجع رسالة مشفرة إلى مدربه حينما أكد قائلا: " لحد هذه الساعة لا يزال السيد حاليلوزيتش مدربا للمنتخب، ولا أحد يمكنه معرفة ما تخفيه الأيام القادمة"، أما عن ملف اللاعبين المستبعدين من طرف المدرب فأكد قائلا: "هذا الموضوع كان مؤجلا بسبب خوض المنتخب تصفيات كأس العالم، أما اليوم فسننتظر عودة السيد وحيد من إجازته نهاية الشهر الجاري لمناقشة الموضوع"، ودافع لقجع عن اللاعبين المعنيين بالقول: "لا يمكننا معاقبتهم مدى الحياة، هؤلاء لاعبون اختاروا المغرب على حساب منتخبات أوروبية أخرى". يذكر أن التقني البوسني سبق له أن أهل أربعة منتخبات للمونديال، بداية بالمنتخب الايفواري والذي تمت إقالته من طرف الاتحادية الايفوارية لكرة القدم قبل 3 أشهر من بداية النهائيات، ثم جاء إلى الجزائر وتأهل مع الخضر لمونديال البرازيل، والجميع يتذكر الخلاف بينه وبين رئيس الاتحادية وقتها محمد روراوة، الذي تعاقد مع المدرب الفرنسي غوركيف قبل انطلاق المونديال وتابع التقني الفرنسي المنتخب الجزائري من مدرجات الملعب في البرازيل، قبل أن يرحل حاليلوزيتش رغم بلوغه الدور الثاني من المونديال. وتكرر المشهد مع المنتخب الياباني الذي لعب معه مشوار التأهيلات وقاده للتأهل إلى المونديال قبل أن تتم إقالته أياما قبل انطلاق المنافسة الكروية العالمية، فهل سيتكرر السيناريو للمرة الثالثة مع المنتخب المغربي في ظل إصرار الجامعة المغربية والجمهور على إعادة استدعاء بعض نجوم المنتخب من جهة، وتعنت البوسني وتمسكه بمبادئه وقراراته التي من الصعب التراجع عنها من جهة ثانية. يذكر أن القرعة أوقعت المنتخب المغربي في مجموعة تضم وصيف بطل العالم المنتخب الكرواتي، والمنتخب البلجيكي وكندا.