افتتحت مكاتب الاقتراع في تونس أبوابها أمام الناخبين في الساعة السادسة صباحا، للتصويت في الاستفتاء على الدستور الجديد الذي طرحه الرئيس قيس سعيد، وسط ترقب لما ستؤول اليه تطورات المشهد الانتخابي . وبدأ توافد ضعيف للناخبين في الساعات الأولى من التصويت، ففي مكتب التصويت في مدرسة النصر في أعالي العاصمة تونس، توافد عدد من الناخبين بصورة بدت أقل مقارنة مع الاستحقاقات الانتخابية السابقة، لكن التوقعات تشير إلى إمكانية أن يتحسن إقبال الناخبين قبل منتصف النهار. وأدى الرئيس التونسي قيس سعيد واجبه الانتخابي في هذه المدرسة، مرفوقا بحرمه، وقال في تصريح صحفي عقب التصويت، أن "التونسيين على موعد مع كتابة تاريخ جديد، للقطع مع منظومة العشرية السوداء التي عاثت فسادا في تونس بعد 2011 "، مضيفا أن "هناك محاولات للتشويش على الاستفتاء، حيث تم أمس القبض على شخص بحوزته مبلغ مالي بصدد توزيعها على الناخبين لرفض الدستور"، واتهم نفس الأطراف بالقيام بحرق الغابات التي جرت مؤخرا . ولوحظ انتشار أمني مكثف قرب مراكز الاقتراع لتأمين العملية الانتخابية، بينما كانت أشرفت قوات الجيش على نقل صناديق الاقتراع والمواد الانتخابية من المقرات الفرعية للهيئة العليا للانتخابات الى مكاتب التصويت. وسيستمر التصويت في الاستفتاء لمدة 16 ساعة متواصلة، من الساعة السادسة صباحا الى العاشرة ليلا، وهي المرة الأولى التي يحدد فيها هذا التوقيت الطويل للتصويت في انتخابات في تونس، بهدف السماح وإقناع أكبر عدد ممكن من الناخبين بالتصويت، خاصة لتزامن ذلك مع ارتفاع معدلات الحرارة في النهار، حيث يبلغ إجمالي المسجلين في القائمة الانتخابية 8.9 مليون ناخب . وقبل بدء التصويت، أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر، في مؤتمر صحفي، وجود محاولات لإرباك الاستفتاء، وحذر من إمكانية محتملة لقيام ناخبين باثارة المشاكل في مكاتب الاقتراع، بزعم عدم وجود أسمائهم ،" نتوقع توجه ناخبين إلى مراكز ومكاتب غير مسجلين فيها وتمسكهم وإصرارهم على الاقتراع في هذه المراكز والمكاتب في حال أنهم مسجلين باختيارهم في مراكز أخرى وذلك بهدف ارباك العملية الانتخابية عبر الادعاء بتغيير مراكز الاقتراع للناخبين". وكشف بوعسكر أن هيئة الانتخابات تفطنت إلى بعض الحالات التي تم التغيير فيها لمراكز الاقتراع بشكل متعمد بهدف إحداث نوع من الاضطراب على العملية، وأكد أن القضاء تولى ملاحقة المتورطين في هذه العملية. وبلغت نسب التصويت في الاستفتاء خلال اليوم الثاني في الدوائر الانتخابية الست للجالية التونسية في الخارج ، نسبة 6،5 في المائة، حيث بلغت في دائرة فرنسا الأولى 4.8 بالمائة، وفي دائرة فرنسا الثانية ، 4.2 بالمائة، وفي ألمانيا 4.7 بالمائة وفي ايطاليا 3.4 بالمائة، و6.5 بالمائة في البلدان العربية