تستهوي الدراجات المائية "الجات سكي" الكثير من الشباب والمراهقين، ويغريهم مشهد تلك المركبات وهي تشق أمواج البحر بسرعتها الفائقة، بينما يصطحب آخرون الخيول للشواطئ ويزاحمون المصطافين في مناطق السباحة بهدف الربح .. هي ممارسات ألفها المصطافون عبر سواحلنا رغم الأخطار الناجمة عن استعمالها بشكل عشوائي، والتحذيرات التي أطلقها ناشطون وقرارات الولاة عبر الولايات الساحلية. تحولت الشواطئ الممتدة عبر ساحل تيبازة إلى ما يشبه الطرقات السريعة مع انطلاقة موسم الاصطياف، يتظاهر فيها أصحاب الدراجات المائية "الجات سكي" أمام الفتيات للتباهي والمعاكسة، دون مراعاة حدود المساحة التي يحددها القانون رغم تعليمات السلطات الولائية.
مرتادو الشواطئ غاضبون
لم تعد بعض شواطئ الولاية آمنة للمصطافين بسبب غزو الجات سكي والخيول، حيث أن أصحاب الدراجات المائية "الجات سكي" والدواسات المائية "البيدالوا" وحتى قوارب النزهة غزت بدرجة أكثر المنطقة الوسطى، التي باتت الدراجات المائية والقوارب المخصصة للاستجمام تداعب أجسام المصطافين داخل الماء، كما هو الحال بمركب "تيبازة القرية". كما يشير أحد حراس الشواطئ، والذي أضاف "كثيرا ما تدخلت مصالح الحماية المدنية وحراس الشواطئ لإلزامهم بالحدود التي يفرضها القانون في استعمال مثل هذه المركبات.. لكن الظاهر أن هؤلاء لا يعيرون للتحذيرات اهتمام ويجب أن تطالهم يد القانون". فبشاطئ "تيبازة القرية" المعروف ب "سات" التابع لمؤسسة التسيير السياحي، غزت المركبات المائية المساحة المخصصة للسباحة، بهدف التباهي و"البزنسة" وقد عبر مرتادو الشاطئ عن امتعاضهم من عدم تدخل أي مسؤول لوقف زحف الدراجات المائية على حساب مناطق السباحة، رغم ما خلفته هذه الأخيرة من حوادث في سنوات مضت. حيث لا يتوان أصحاب هذه الدراجات في إطلاق العنان لمحركاتهم داخل مساحات ضيقة على بعد أقل من 20 مترا داخل المياه القريبة من الشاطئ، والانطلاق بسرعة تفوق 100 كلم في الساعة، غير مبالين بحياة من يسبحون، وكشفت الجولة التي قمنا بها عبر بعض شواطئ الولاية عن تفشي هذه المظاهر بشكل أكبر أيام نهاية الأسبوع. ولا يجد السباحون أنفسهم في مواجهة خطر "الجات سكي" فحسب بعد أن باتت الخيول تجارة مربحة تجوب الشاطئ بشكل غير مسبوق، يدفع لقائها المصطافين مبالغ لركوبها بغرض. ويجمع رواد شواطئ مطاريس وشنوة على تراجع ظاهرة اقتراب الدراجات المائية من الشاطئ، والقيام بمناورات في المساحة المخصصة للسباحة، بعد تدخلات موفقة للشرطة، كما دعوا إلى ضرورة تدخل المسؤولين لردع مثل هذه الممارسات على قلتها، والتي تتربص بحياتهم. فيما يشير أحد حراس الشاطئ "لا يمكننا مراقبة السباحين لحمايتهم من الغرق وحماية رؤوسهم من محركات الدراجات المائية والخيول، ولا ندري كيف سمح هؤلاء لأنفسهم بالدخول ضمن مساحات ضيقة وسط المصطافين"، مضيفا "لقد تشاجرنا معهم مرارا وطلبنا منهم الابتعاد عن الشاطئ دون جدوى". ظاهرة ركوب الجات سكي واقترابها من أماكن السباحة، انتقلت من وسط الولاية بعد تشديد الخناق على أصحابها نحو بعض شواطئ غرب الولاية، كما هو الحال بشواطئ حجرة الن، خاصة خلال أيام نهاية الأسبوع. وكانت جمعيات محلية بتيبازة وناشطون قد دقوا ناقوس الخطر حيال مخاطر الجات سكي، لافتين إلى عدة حوادث وقعت بعد تحذيراتهم منها بأحد الشواطئ التابعة لمركبات مؤسسة التسيير السياحي بتيبازة، وكذا شاطئ الحمدانية حيث أصيب شخص بمروحية محرك قارب منتصف شهر جويلية، وأشاروا إلى القرار الولائي الذي يمنع أصحاب القوارب والجات سكي من الاقتراب من أماكن السباحة.
نداءات لوقف فوضى الدراجات المائية بوهران
بوهران، انطلقت صيحات تطالب بوضع حد لفوضى شاطئ الأندلس، بسبب النشاط المكثف لركاب الجات سكي، دون الالتزام بالقيود والمساحات القانونية المفروضة في استعمال مثل هذه المركبات المائية. وأشار أحد رواد الشاطئ إلى أن هذا الأخير بات يشهد فوضى بسبب انتشار الطاولات في كل مكان، بالإضافة إلى حراس مواقف السيارات، والأدهى مخاطر الجات سكي التي باتت تجوب الشاطئ في غدو ورواح مهددة رؤوس المصطافين. فيما علق رب عائلة على ما يعيشه المصطافين مع المتاعب التي يسببها ركاب الجات سكي بالقول " السباحة دون مخاوف لم تعد ممكنة، فالبحر أمامكم والجات سكي ورائكم".
جات سكي يصيب شخصا بجروح في شاطئ بكارو
ورغم قرارات منع استعمال المركبات المائية الجات سكي في المساحات المائية المخصصة للسباحة، إلا أن بعض الشباب المتهور يفضل دخولها للتباهي ومعاكسة الفتيات، مما ينجر عنه حوادث مؤلمة، حيث شهد شاطئ باكارو في ولاية بجاية حادث اصطدام مركبة مائية ذات محرك "جات سكي" بشخص مسببة له جروح جدا خطيرة في الرأس، ليتم نقله من طرف مصالح الحماية المدنية إلى المستشفى في حالة حرجة، واستنكر المصطافون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مثل هذه السلوكات، لافتين إلى أن تنديدهم يقابل من طرف البعض بالانتقاد ودعما لهذه السلوكات المهددة لحياة الناس.
ولاية تيبازة تشدد الرقابة على المخالفين
وجه والي تيبازة في تعليمة لمختلف المصالح الأمنية والإدارية المعنية بسير موسم الاصطياف على تشديد الرقابة على المخالفين لتعليمات والإجراءات المتخذة من طرف السلطات المحلية، لضمان حسن سير موسم الاصطياف، لاسيما ما تعلق منها بمنع اصطحاب الحيوانات إلى الشواطئ وقيادة الآليات البحرية ذات المحرك بالأماكن المخصصة للسباحة وتنظيم الأنشطة الرياضية بالشواطئ، وشدد والي تيبازة أبو بكر الصديق بوستة، على ضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة في حال تسجيل أي تجاوز. وكانت سلطات ولاية تيبازة قد أصدرت قرارا يحمل رقم 180 مؤرخ في 09 جوان 2022، يتعلق بتنظيم ممارسة الألعاب والرياضات الجماعية على الشواطئ، حيث أشار القرار إلى أن استعمال الدراجات المائية "جات سكي"، الزوارق والقوارب ذات محركات أو شراعية يجب أن يخضع لمجموعة من الإجراءات. ومنع القرار استعمال الدراجات المائية من نوع "جات سكي"، الزوارق وقوارب التزحلق على الماء في المناطق المخصصة للسباحة، كما لا يجب استعمال هذه المركبات لغرض النزهة والتزحلق في أي حال من الأحوال إلا على بعد 100 متر على الأقل من الساحل وهذا ابتداء من رواق الانطلاق المحدد بعلامات طافية.
الكلاب تعكر جو المصطافين
ويشكو المصطافون عبر عديد الشواطئ من انتشار ظاهرة اصطحاب الكلاب من طرف بعض الشباب، وهو ما أثارت استغراب واستنكار المصطافين خاصة من جانب العائلات التي طالبت بوضع حد لهذه السلوكات. ورغم قرارات منع اصطحاب الكلاب للشواطئ التي أصدرها ولاة الجمهورية بالولايات الساحلية، إلا أن بعض الشباب يصطحبون أخطر أنواع الكلاب معهم للتظاهر أمام الناس، وهي الظاهرة التي باتت تقلق العائلات خاصة ببعض الشواطئ التي تقل فيها الرقابة الأمنية، مسببين الخوف خاصة للأطفال. وفيما ينزوي البعض بإحدى زوايا الشاطئ ليخيموا فيها لسويعات تحت شمسياتهم، مصحوبين بكلابهم منها الراعي الألماني وبعض الأنواع الأخرى، يلجأ البعض الآخر إلى التجول بكلابهم على طول الشاطئ أو إطلاق كلبه للتجول. وفي السياق، كشف العديد من المصطافين الذين تحدثنا إليهم أن هذه الظاهرة المزعجة تدفع بهم إلى حراسة أبناءهم الصغار خوفا من أية ردة فعل من تلك الكلاب، ويقول رب عائلة كان قد اصطحب أبناءه إلى أحد شواطئ الوسط أنه اضطر لمغادرة الشاطئ مباشرة بعد وصول شابين يصطحبان معهما كلبا من نوع الراعي الألماني. هذا الوضع لم يلق استنكارا لدى المصطافين فحسب بل تعداه إلى الفضاء الافتراضي، حيث صب ناشطون غضبهم على مصطحبي الكلاب إلى الشاطئ، ووجهوا رسائل لهؤلاء بالقول "الشاطئ للسباحة والاستجمام والراحة وليس لاصطحاب الكلاب".