نبيل، سمير، أكرم·· هم عينة من الشباب الجزائريين الذين فارقوا الحياة في الشواطئ، ليس غرقا، بل قتلتهم الدراجات المائية المعروفة بال ''جات سكي'' التي تحولت من وسيلة للتسلية والترفيه إلى آلة للموت التي تحصد أرواح الكثيرين كل سنة وتتسبّب في إحداث عاهات مستديمة· فرغم إصدار وزارة النقل سنة 2003 مرسوم وزاري ينظم سير المركبات المائية ويفرض على أصحاب دراجات ال ''جات سكي'' ضرورة الحصول على وثائق خاصة تثبت امتلاكهم لهذه الدراجات ومنع استخدامها بشواطئ السباحة، إلا أن ذلك لم يحل دون مواصلة ال ''جات سكي'' زهق أرواح العديد من المصطافين، فمن بين الضحايا، نجد الشاب نبيل في العشرين من عمره ينحدر من ولاية عنابة خطفت روحه دراجة ''جات سكي'' في وقت كان يسبح في إحدى الشواطئ، أما الشاب سمير البالغ من العمر 28 سنة ينحدر من تلمسان، تنقل في صيف 2009 إلى وهران لقضاء عطلة الصيف، لكن في اليوم الثالث من العطلة توفي إثر حادث تسببت فيه ال ''جات سكي''، وهي الحادثة التي تم التقليل من شأنها وروّج لها البعض أن سمير توفي غرقا بعدما سقط من الدراجة المائية، قبل أن يكتشف في وقت لاحق حراس الشواطئ أن حادثة الوفاة لم تكن غرقا، وأكدوا أن دراجة ال ''جات سكي'' هي التي قتلته، ما دفع العائلة إلى المطالبة بفتح تحقيق، حيث استدعى الأمر تدخل السلطات الأمنية والولائية لإصدار قرار منع استخدام هذا النوع من الدراجات بشواطئ السباحة، ولكن ذلك لم يمنع من مواصلة دراجات ال ''جات سكي'' في حصد أرواح المصطافين، حيث تعتبر شواطئ وهران الأكثر تضررا من هذه الظاهرة، إذ لا تمر سنة دون تسجيل من 6 إلى 10 حالات من بينها حالة وفاة وإصابات أخرى تسببت في عاهات مستديمة، حيث سجل شاطئ الأندلسيات بوهران في 30 جويلية 2009 ثلاثة حوادث، منها حالة وفاة واحدة راح ضحيتها شاب ينحدر من ولاية الشلف في العشرين من عمره، وإصابة اثنين آخرين في حوادث متفرقة بنفس الشاطئ، أحدهم توفي بالمستشفى شهرا بعد الحادثة يدعى أكرم، وأسبوع قبل هذه الحوادث الثلاثة التي شهدها شاطئ الأندلسيات تم تسجيل حادث آخر بشاطئ كازينو بمرسى الحجاج حيث صدمت دراجة مائية مغتربة كانت وزوجها يسبحان في البحر· هذا، وقد سجلت كل من ولاية عين تيموشنت وتيبازة وجيجل سنتي 2010 و2011 أكثر من 6 حالات وفاة بسبب ال ''جات سكي''· وتشير أرقام مصالح الأمن إلى أن الجزائر سجلت خلال سنة 5 ,2011 حالات وفيات في مختلف المناطق بسبب حوادث الدراجات المائية، وكذا العشرات من الحوادث، 5 منها خلفت للضحايا عاهات مستديمة·