أعلن قصر باكنغهام، اليوم الخميس، وفاة ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، عمر يناهز 96 عاما، وذلك أثناء إقامتها في قلعة بالمورال في اسكتلندا، حيث كان تقضي عطلة الصيف. الملكة إليزابيث الثانية زعيمة بريطانيا، هي الملكة الدستورية لستة عشر دولة من مجمُوع ثلاثة وخمسين من دول الكومنولث التي ترأسها، وهي والدة الأمير تشارلز، وريث العرش، كما أنها جدة الأميرين ويليام وهاري. ولدت الملكة إليزابيث الثانية في لندن وتلقَّت تعليماً خاصّاً في منزلها، والدها هو الأمير ألبرت، دوق يورك (والذي أصبح بعد ذلك الملك جورج الخامس)، ووالدتها هي الملكة الأم إليزابيث باوز ليون، فيما قد تزوجت من فيليب ماونتباتن، دوق إدنبرة، عام 1947. وكرست الملكة إليزابيث الثانية حياتها لأداء واجباتها الملكية وخدمة شعبها منذ أن أدت اليمين في سن ال21، فهي الملكة إليزابيث الثانية التي احتفل البريطانيون باليوبيل البلاتيني لجلوسها على العرش، منذ أشهر قليلة. وقالت الملكة إليزابيث الثانية في عيد ميلادها ال21 يوم كانت أميرة: "أصرح أمامكم أن حياتي كلها، أكانت طويلة أم قصيرة، سأكرسها لخدمتكم". ومن أسعد الأوقات في حياة الملكة إليزابيث كانت أيام ميلاد وزواج أولادها وأحفادها، وتنصيب الأمير تشارلز على ولاية ويلز، والاحتفال بأهم الإنجازات والأحداث التاريخية كمناسبة اليوبيل الفضي والذهبي والماسي في عام 1977م، 2002م، 2012م على التوالي. أما عن لحظات الحزن والأسى فكانت، لحظة موت أبيها عن عمر يناهز ال56 عاما، واغتيال خال الأمير فيليب، اللورد لويس مونتباتن، وانهيار زواج أبنائها في عام 1992، ذلك العام الذي يُطلق عليه العام المشؤوم. وتعتبر الملكة إليزابيث الثانية صاحبة ال 96 عام، أكبر ملكة جلست على العرش في العالم، ببقاءها على عرش بريطانيا منذ سبعين عاما، بعدما حطمت الرقم القياسي في الجلوس على عرش الممكلة ل63 عام في التاسع من سبتمبر عام 2015، وتخطت العاهلة البريطانية جدتها الثالثة الملكة "فيكتُوريا" التي كانت تحمل اللقب. ولم يعرف أحد الكثير عن المشاعر الشخصية للملكة إليزابيث؛ فهي نادرًا ما تجري مقابلات، ولم تعبر الملكة إليزابيث صراحةً عن آرائها السياسية الخاصة في أي منتدى عام، ومن المخالف للعرف أن تسأل أو تكشف عن آرائها. وتتمتع إليزابيث بإحساس عميق بالواجب الديني والمدني، وتؤدي قسم تتويجها على محمل الجد، بصرف النظر عن دورها الديني الرسمي بصفتها الحاكم الأعلى لكنيسة إنجلترا، فهي عضو في تلك الكنيسة وفي الكنيسة الوطنية في اسكتلندا. طوال حياتها أحبت الملكة إليزابيث الابتعاد عن الأضواء، وهي تحب قراءة الروايات البوليسية وحل الكلمات المتقاطعة كما تشاهد مباريات المصارعة على التلفاز. فيما قدرت قائمة صاندي تايمز للأثرياء في عام 2020 ثروتها الشخصية بنحو 350 مليون جنيه إسترليني، ما جعلها تحتل المرتبة 372 في قائمة أغنى أغنياء المملكة المتحدة، حيث كانت ثروة إليزابيث الشخصية موضع تكهنات لسنوات عديدة.