تعتبر العلاقات على محور الجزائربكين من أقوى العلاقات من بين كل العلاقات العربية الصينية، وهي علاقات مركزة حول الروابط التجارية التي تجمع البلدين، إذ تعد الصين أهم ممون للجزائر ومن أهم الشركاء التجاريين، حيث زحزحت الكثير من الدول التقليدية الأوروبية منها بالخصوص، وقد قدر مجموع المبادلات التجارية بين الجزائروالصين بأكثر من 7 ملايير دولار، حسب تقديرات منصة بيانات التجارة الدولية للأمم المتحدة "كومترايد". ووفقا للتقديرات الإحصائية، فإن قيمة صادرات الصين إلى الجزائر بلغت 6.350 مليار دولار في 2021 مقابل واردات الصين من الجزائر بنحو 1.080 مليار دولار، ومن ثم بلغ إجمالي المبادلات التجارية البينية بنحو 7.430 مليار دولار، فيما يلاحظ اختلال في أطراف التبادل لصالح الصين ب5.270 مليار دولار. ووفقا لنفس التقديرات، فإن حصة الصادرات الصينية إلى الجزائر قدرت ب0.19 في المائة من إجمالي الصادرات الصينية مع العالم، بينما قدرت الواردات الصينية من الجزائر ب0.044 في المائة من مجموع وارداتها. وتتمثل أهم صادرات الصين في الآلات والتجهيزات بقيمة 1.08 مليار دولار، ثم المعدات الكهربائية والإلكترونية ب750.54 مليون دولار والمصنوعات من حديد أو صلب ب408.26 مليون دولار وبلاستيك ب261.89 مليون دولار ومصنوعات نسيجية ب227.51 مليون دولار والأحذية ومنتجات أخرى ب217.71 مليون دولار والمطاط ب209.76 مليون دولار، فضلا عن المركبات ب199.12 مليون دولار والأثاث والمباني الجاهزة ب187.82 مليون دولار. بالمقابل، فإن أهم صادرات الجزائر إلى الصين تتمثل في المحروقات ومواد الطاقة والمشتقات ومواد التقطير ب971.48 مليون دولار وأصناف نسيجية أخرى مصنوعة ب11.14 مليون دولار، ثم الحديد والفولاذ ب4.00 مليون دولار والمواد الكيميائية العضوية ب3.74 مليون دولار والفلين ومصنوعاته ب2.26 مليون دولار. وفي عام 2020، صدرت الجزائر ما قيمته 893 مليون دولار إلى الصين. المنتجات الرئيسية التي صدرتها الجزائر إلى الصين هي البترول المكرر (569 مليون دولار) والبترول الخام (180 مليون دولار) والغاز البترولي (120 مليون دولار). خلال السنوات الخمس وعشرين الماضية، زادت صادرات الجزائر إلى الصين بمعدل سنوي قدره 15.1٪ من 26.8 مليون دولار في عام 1995 إلى 893 مليون دولار في عام 2020. بالمقابل، في عام 2020، صدرت الصين 5.6 مليار دولار إلى الجزائر. كانت المنتجات الرئيسية التي صدرتها الصين إلى الجزائر هي الإطارات المطاطية (184 مليون دولار) ومعدات البث (139 مليون دولار) والأحذية المطاطية (137 مليون دولار). خلال السنوات الخمس وعشرين الماضية، زادت صادرات الصين إلى الجزائر بمعدل سنوي قدره 14.8٪، من 176 مليون دولار في عام 1995 إلى 5.6 مليار دولار في عام 2020. وإلى جانب المبادلات التجارية المرتبطة بالسلع والبضائع، لا تسجل بين البلدين تعاملات في مجال الخدمات تصديرا واستيرادا.
على جانب آخر، فإن أبعاد التعاون البيني تأخذ منحى تصاعديا. ففي ماي 2022 وقع مجمع "سوناطراك" وشريكه الصيني "سينوباك أوفرسيز أويل أند غاز ليميتاد" عقدا لمقاسمة الإنتاج في مجال المحروقات، يخص الرقعة التعاقدية "زارزايتين"، الواقعة بحوض إليزي، وذلك بموجب القانون رقم 19-13 المنظم لنشاطات المحروقات. ويمتد العقد الموقع على 25 سنة، وبموجب هذا العقد يتعهد الطرفان بتنفيذ برنامج أعمال للتطوير والاستغلال المنصوص عليه في خطة التنمية المعتمدة والهادف إلى استرجاع وتثمين المحروقات بحقل "زارزايتين". ويشمل هذا البرنامج، على وجه الخصوص، تجديد وحدة الرفع بالغاز، حفر اثني عشر (12) بئرا تطويرية جديدة، تجديد ستة (6) آبار قديمة، ربط آبار التطوير الجديدة وصيانة المنشآت القائمة وكذا استعادة الغازات المحروقة والحد من انبعاثات الكربون. ويقدر المبلغ الإجمالي للاستثمار المنصوص عليه في خطة التنمية بنحو 490 مليون دولار أمريكي ستسمح باسترجاع ما يقارب 95 مليون برميل من النفط. وفي مارس 2022 وقع المجمعان الجزائريان، المجمع الصناعي أسمدة ومواد فيطوصحية أسمدال (شركة فرعية لسوناطراك) والمجمع الصناعي مناجم الجزائر "منال" من جهة، والشركتان الصينيتان ووهوان وتيانان من جهة أخرى، اتفاقية شراكة لإنشاء شركة ذات أسهم خاضعة للقانون الجزائري بغية الشروع في الأنشطة الأولية المتعلقة بتطوير مشروع الفوسفات المدمج، أطلقت عليها تسمية "الشركة الجزائريةالصينية للأسمدة"، ويملك الطرف الجزائري 56% من أسهمها، بينما تعود 44% منها للطرف الصيني. ويعتبر مشروع الفوسفات المدمج، الذي يمثل استثمارا يقدر بحوالي سبعة (7) ملايير دولار أمريكي، أول مشروع مدمج في الجزائر في مجال الاستغلال المنجمي وإنتاج الأسمدة. وسيشمل المشروع تطوير واستغلال منجم الفوسفات في بلاد الحدبة بمنطقة جبل العنق بولاية تبسة والتحويل الكيميائي للفوسفات بوادي الكبريت بولاية سوق أهراس وصناعة الأسمدة بحجر السود بولاية سكيكدة، إلى جانب المنشآت المينائية المخصصة المتواجدة بميناء عنابة. وتستهدف الشركة إنتاج 5.4 ملايين طن من الأسمدة سنويا. ولإنجاز مشروع مشترك لاستغلال منجم الحديد غار جبيلات (تندوف) بين الطرف الجزائري وائتلاف شركات صينية تضم ثلاث مؤسسات صينية، وقعت مذكرة تفاهم بين شركة "فيرال" واتحاد شركات صينية مكون من "ام سي سي" و"سي دابليو اي" و"هايداي سولار". وتشكل مذكرة التفاهم الموقعة بين المؤسسة الاقتصادية العامة "فيرال" واتحاد الشركات المكون من ثلاث مؤسسات صينية "ام سي سي" و"سي دابليو اي" و"هايداي سولار" خطوة في تنفيذ مشروع تطوير رواسب خام الحديد بغار جبيلات بولاية تندوف. ويحتوي منجم الحديد بغار جبيلات على مخزونات تقدر ب3.5 ملايير طن بتركيز عال من الفوسفور. وفي مرحلة أولى، سيتم استغلال الجهة الغربية من المنجم التي تحتوي على مخزونات تقدر ب7.1 ملايير طن.
وفي سياق إطلاق الصين مشروع أو مبادرة طريق الحرير الجديد، فإن مؤشرات التموقع الصيني تبدو أكبر بالمنطقة. ففي سبتمبر 2013، اقترح الرئيس الصيني "سي جين بينغ" مبادرة الحزام والطريق بهدف ضخ نحو 2.5 تريليون دولار للتجارة مع الدول الواقعة على طول الطرق المقترحة. وتتكون المبادرة التي عرفت تحت اسم "حزام واحد وطريق واحد" من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الذي يشمل مسارا من آسيا وأوروبا وطريق الحرير البحري للقرن ال21، يتم من خلاله دعم نقاط الارتكاز التجارية والاقتصادية، مع تسجيل استثمارات صينية. وقد وقعت الجزائر في مارس 2019 على مرسوم يخص مذكرة التفاهم بين الجزائروالصين بشأن "التعاون في إطار مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن ال21"، الموقعة بتاريخ 4 سبتمبر 2018 في بكين، علما أن وزير الخارجية الأسبق عبد القادر مساهل وقع في 4 سبتمبر 2018 مذكرة تفاهم حول انضمام بلاده إلى المبادرة، وذلك على هامش مشاركته في المنتدى الثالث للتعاون الصيني الإفريقي ببكين.