وزير الشؤون الدينية يشرف على افتتاح فعاليات اللقاء الوطني الثاني للتعليم القرآني عن بعد    السيد عطاف: الجزائر والكاميرون تسعيان من أجل قيام نظام دولي أكثر عدلا    بسكرة: انطلاق الصالون الوطني لمشتقات النخيل والهدايا التذكارية بمشاركة أكثر من 70 حرفيا    سطيف: اختتام الطبعة الثالثة لنهائيات الأولمبياد الوطني الثقافي الكشفي بتكريم المتفوقين    عطاف يتباحث مع نظيره الكاميروني الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على قطاع غزة إلى45.227 شهيدا و107.573 جريحا    منظمة "اليونيسيف" تحذر من الآثار الكارثية للحرب على أطفال قطاع غزة    المغرب : آلاف المغاربة يجددون المطالبة بإسقاط التطبيع مع الكيان الصهيوني    وهران: مشاركة 400 شاب في قافلة التوأمة ما بين الولايات    رئيس "الفيفا" يعزي في وفاة الناخب الوطني الجزائري الأسبق محي الدين خالف    المجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيات يقترح إستراتيجية ترتكزعلى تحفيزالإبتكار    الجوية الجزائرية وطيران الطاسيلي توقعان على اتفاقية إطار لتعزيز التعاون وتوسيع مجالات الشراكة    انطلاق أشغال الجلسات الوطنية لإصلاح التكوين المهني    النعامة: مشاركة زهاء 22 فرقة فنية في المهرجان الثقافي الوطني لموسيقى قناوة    افتتاح الطبعة ال17 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر العاصمة    بنو صهيون يُعلنون الحرب على العرب!    القانون الدولي وجرائم الإبادة في غزة    برامج جديدة لربط القرى والمساكن الريفية بالكهرباء    1.6 مليون مؤسّسة إنتاجية وخدماتية بالجزائر    الخضر في المركز ال37 عالمياً    الرئيس يُعوّل على الصناعة الجزائرية    رسالة من رئيس الجمهورية إلى الرئيس الصومالي    مؤتمر وطني حول المقاولاتية النسوية    ترحيل مرتقب ل 390 عائلة إلى مساكن جديدة بأرزيو    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار    مسائل التنمية المحلية أولوية للجزائر    الجزائر تطالب بمنع سوء استخدام الذكاء الاصطناعي العسكري    الزي التقليدي للشرق الجزائري في الواجهة    كيف وصفت الأمم المتحدة أهمية لغة القرآن؟    ترقية الاستثمار المحلي واستحداث مخطط بلدي للتنمية    تحويل 2502 ملف إلى أملاك الدولة لفسخ عقود الامتياز    إدراج الاستدامة الحضرية في الخطط السكنية    تمويلات فلاحية بكل البنوك العمومية ابتداء من 2025    الملتقى الدولي لفقهاء القانون في مخيّمات اللاجئين الصحراويين    الرابطة الثانية: نجم بن عكنون يتوج باللقب الشرفي لمرحلة الذهاب    تمنراست..زهاء 100 عارض منتظر في الطبعة ال22 للصالون الوطني للصناعة التقليدية الصحراوية    تسليم جائزة الكاتب رابح خدوسي للإبداع الأدبي    أيام دولية لفن الدمى ومسرح الأشياء    ريان شرقي مرشح للانضمام لعملاق البريميرليغ    اجتماع موسع مع مديري المعاهد الوطنية لتكوين إطارات الشباب والرياضة    آيت نوري يتعرف على مدربه الجديد    الطبعة المقبلة تنظم صيفا    وفاة التونسي مسعود بن جمعة صديق الثورة الجزائرية    مصادرة 12 قنطارا دجاجا فاسدا    تفكيك عصابة تحترف السرقات    استقبال 9806 مكالمة هاتفية في نوفمبر    فينيسيوس الأفضل في العالم    روائع قصص الصحابة في حسن الخاتمة    الكيان الصهيوني يرفض إيصال المساعدات إلى شمال غزة    إنها سورة المائدة    فتاوى : لا يسقط السجود على الوجه إلا بالعجز عنه    إعداد ورقة طريق للتعاون والشراكة بين قطاعي الإنتاج الصيدلاني والتعليم العالي والبحث العلمي    فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله    حرمان النساء من الميراث حتى "لا يذهب المال إلى الغريب" !    اتفاقية تعاون بين كلية الصيدلة ونقابة المخابر    90 بالمائة من أطفال الجزائر مُلقّحون    الجوية الجزائرية تعلن عن تخفيضات    التوقيع على اتفاقيات مع مؤسّسات للتعليم العالي والبحث العلمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.




نشر في الخبر يوم 31 - 05 - 2021

عادت حكومة باريس إلى عادتها القديمة، القفز على الحبال وتدوير أسطوانة الحنين إلى الماضي الاستعماري، في ظرف دولي محفوف بالمخاطر، كل شيء فيه يتحرك باتجاه المزيد من التصعيد الدولي للعنف ونشر الفوضى والنزاعات المسلحة في عدة مناطق، وتحديدا في منطقتنا المغاربية والساحلية.
آخر تحركات باريس العرجاء التي لا تراعي المعطيات على أرض الواقع، ولا تستند إلى أساس قانوني، ما صرح به وزيرها للتجارة فرانك ريستير للمغرب وإعلانه بعبارات واضحة تفوح منها رائحة الانقلاب والابتزاز ونقض العهود، كما هو حال الاستعمار قديمه وجديده، أن بلاده مستعدة للاستثمار في سواحل الصحراء الغربية المحتلة.
حصل ذلك في وقت كان وزير الخارجية ناصر بوريطة يتحادث مع المبعوث الأممي الخاص بالنزاع في الصحراء الغربية ستافان دي ميستورا، الذي يقوم بجولة في المنطقة من أجل الإعداد لتقريره حول القضية الصحراوية، تمهيدا لعرضه على الأمم المتحدة خلال الأيام القليلة القادمة.
خلال اللقاء، أبلغ بوريطة المبعوث الأممي رفض المملكة أي تنازلات في ملف القضية الصحراوية، أي الادعاء بالسيادة على أراضي الجمهورية الصحراوية، ورفض أي مبادرة تسير نحو إيجاد حل سياسي في إطار الأمم المتحدة ولجنة تصفية الاستعمار، القائمة على مبدأ تقرير المصير بواسطة الاستفتاء العام، المتضمن في مهام بعثة "مينورسو".
وفي رد فعل على الموقف المغربي، نددت جبهة البوليساريو بإصرار الرباط على انتهاج سياسة التعنت وتجاهل ميثاق الأمم المتحدة ومهامها، بصفتها راعية مسار إيجاد حل للقضية الصحراوية.

استعمار جديد.. حنين وأفعال

في الوقت الذي تسعى باريس إلى غسل أيديها من الصفة الاستعمارية، باعتذارات واعترافات لعدد من شعوب القارة الإفريقية، تكفيرا لذنوبها تجاه أجدادهم الذين تمت إبادتهم واسترقاقهم واستغلالهم في الأشغال الشاقة على مدى عقود، يبدو أن الحنين لتلك الممارسات أقوى من أي محاولة لإيقاظ الضمير، خاصة في ظل التجاذبات المصلحية والانتكاسات التي تكبدتها بعد طردها من عدة بلدان إفريقية كانت ضمن مظلة "فرانس أفريك" الاستعمارية.
ويرى المتابعون لما تقوم به فرنسا أن المتشبعين بالنزعة الاستعمارية في الإدارة الفرنسية اليمينية المتطرفة يحاولون بشتى الوسائل إحياء وتبني خصال الشياطين القدامى للاستعمار الفرنسي، والاقتباس منها في سياستهم الجديدة اليوم، بوجوه وبأسماء جديدة.. فلا أمل في أي توبة محتملة من جانب هؤلاء عن جرائمهم المرتكبة في القرون الماضية، وهي اليوم تدعم صنيعتهم الكيان الإسرائيلي في ممارسة نفس التصرفات، وارتكاب جريمة الإبادة في فلسطين المحتلة.
وهنا يُطرح التساؤل المشروع من طرف أي عاقل يراقب عن كثب حالة الارتباك والتخبط التي تعيشها الدبلوماسية الفرنسية إزاء إرساء أسس أي علاقة أو ترميمها إذا كانت لا تراقب تصرفاتها المنتهكة للقوانين الدولية، باعتبار أن أراضي الصحراء الغربية خاضعة لسيادة الجمهورية الصحراوية، المعترف بها من عدد معتبر من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، فضلا عن أنها تدافع عن قضية مجدولة في لجنة تصفية الاستعمار لدى المنتظم الدولي.
وتعتمد الحكومة الفرنسية عناوين اقتصادية لأنشطتها الاستعمارية الجديدة، وذلك بعد العثور على وكيل لها يقوم بهذا الدور طمعا في العودة مجددا إلى الفضاءات الإفريقية التي طُردت منها، بفعل ممارساتها الاستغلالية التي تسببت لها في كراهية غير مسبوقة عند شعوب إفريقيا.

شهد شاهد من أهلها

وفي هذا الصدد، ذكر تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أن فرنسا تأمل في "تحريك المياه الراكدة للتجارة مع المغرب، الشريك الذي لا غنى عنه في المغرب العربي"، بعدما تأثرت الروابط بين البلدين بسبب قضية الصحراء.
وأضاف التقرير بأن وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستير صرح من الرباط، بعد أسابيع من زيارة قام بها وزير الخارجية ستيفان سيجورني، بأن الوقت قد حان "لإنعاش العلاقة"، فمن المنتظر أن يقوم وزيرا الاقتصاد برونو لومير والزراعة مارك فينو بزيارة مماثلة قبل نهاية أفريل، وذلك في إطار "تجديد الحوار الاقتصادي"، بعد أعوام من التجاذب على خلفية ملف الصحراء الغربية.
وكان سيجورني حسب المصدر صرح، بمناسبة زيارته للمملكة في فيفري الماضي، أنه "اختار" الرباط لزيارته الأولى إلى المغرب العربي، مؤكدا دعم باريس الواضح والمستمر "لمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب لحل النزاع بالصحراء".
غير أن تأكيد وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستير تجاوز الحدود الجغرافية للمغرب، والانتقال إلى أراضي وسواحل الصحراء الغربية يوحي بوجود مخطط استعماري جديد يتخذ الاستثمار شعارا له.
وأشار المسؤول إلى أن شركة "بروباركو"، التابعة للوكالة الفرنسية للتنمية والمعنية بالقطاع الخاص، يمكن أن تساهم في تمويل خط الجهد العالي بين مدينتي الداخلة والدار البيضاء.
يشار إلى أن وزير التجارة الخارجية الفرنسي كان مرفقا بكل من المدير العام ل "بيزنس فرانس" (مؤسسة ولدت من اندماج الوكالة الفرنسية للتنمية الدولية للشركات والوكالة الفرنسية للاستثمارات الدولية)، ورئيس غرفة التجارة الدولية الفرنسية، بالإضافة إلى ممثل عن البنك الفرنسي العام للاستثمار.
وقبيل الزيارة، توقفت وسائل الإعلام المغربية بشكل خاص عند موضوع الاستثمارات الفرنسية في منطقة الصحراء الغربية المحتلة.
ومنذ شهر جانفي الماضي، صار بإمكان شركات الاستثمار الخارجية الفرنسية تمويل مشاريع في الصحراء الغربية التي أصبحت محل أطماع بعد مبادرة فتح الوصول إلى المحيط الأطلسي عبر الصحراء لبلدان الساحل، والتي ولدت ميتة لاعتبارات إقليمية واستراتيجية معروفة لدى القاصي والداني، وتتعلق أساسا بوضعية اقتصادات المغرب والبلدان التي يحاول جرّها إلى مبادرته التي تنم عن أطماع توسعية ليس إلا!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.