اجتمع أحزاب "ائتلاف الأغلبية من أجل الجزائر"، اليوم، في ندوة وطنية، بفندق الأوراسي بالعاصمة، وبدت كلقاء رسّم فيه حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وجبهة المستقبل خيارهم الانتخابي في الرئاسيات المقبلة ورسموا ورقة طريقهم. وأصدر الائتلاف بيانا ختاميا، قبل قليل، قال فيه إنه "التزاما بالتوجيهات التي أقرها السادة قادة أحزاب الائتلاف، دعما للإنجازات التي تحققت في العهدة الرئاسية الأولى، يرحب بقرار السيد عبد المجيد تبون إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، ويؤكد أن هذا القرار يتجاوب مع نداء الواجب الوطني، كما يعتبر استجابة لدعوات أحزاب الائتلاف المجسدة لإرادة المناضلين والأنصار والمتعاطفين وشرائح واسعة من المجتمع". وأكد التكتل السياسي "جاهزيته التامة للمساهمة الفعالة في إنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة انطلاقا من قناعته الراسخة، بأن هذه الانتخابات محطة مفصلية، وبالغة الأهمية في مسار الدولة، وما حققته من مكاسب اقتصادية واجتماعية، والعمل على تعزيزها خلال العهدة الرئاسية الثانية". وأبدى هؤلاء استعدادهم أيضا ل "مباشرة الحملة الانتخابية، لصالح المترشح عبد المجيد تبون، بتنسيق الجهود بين أحزاب الائتلاف في عملية تحسيس الهيئة الناخبة بضرورة المشاركة الكثيفة والقوية في الاقتراع". والتزم الائتلاف ب "مواصلة جهوده المنسقة، لدعوة المناضلين وكافة المواطنين الجزائريين داخل وخارج الوطن، للتصويت لصالح المرشح عبد المجيد تبون". وألقى قادة الأحزاب المشكلة للائتلاف، كلمات أمام الحضور، وجاء في مجملها، بأن خيارهم "يتجاوز المصالح الضيقة إلى ما هو أسمى وأعظم، وهو خدمة دولتنا في هذه المرحلة المفصلية، والحفاظ على قيم ومبادئ وأهداف ثورتنا التحريرية المظفرة". ولم تختلف كلمات القادة من حيث التوجه العام، وجاءت مشبعة بالحماس الانتخابي والتحفيز للمشاركة في الاستحقاق وباستحضار "انجازات العهدة الأولى على كل الأصعدة" والتحذير مما يعتبرونه أخطارا تحدق بالبلاد والتذكير بتضحيات الشعب الجزائري عبر التاريخ ومنجزات الثورة التحريرية والظروف الاقليمية والدولية المحيطة بالحدث الانتخابي وكذا دواعي تشكيل هذا الكيان السياسي. وعكس ما بدت عليه النظرة الحزبية تجاه فعاليات المجتمع المدني خلال رئاسيات 2019، بعدما تراجع دور أحزاب الموالاة تحت ضغط الشارع وخفت صوتها، مقابل تفضيل المرشح عبد المجيد تبون يومها الاعتماد على المنظمات والجمعيات، بدا الائتلاف متصالحا مع هذا المكون، وتجلى ذلك في قول بن مبارك، إن "هذا الموقف، الذي أقرته اللجنة المركزية للحزب، نتقاسمه مع إخوتنا في الائتلاف، ومع أحزاب أخرى، ومع إخوتنا في المنظمات الوطنية وتنظيمات المجتمع المدني".