حسم التعادل السلبي نتيجة المباراة التي جمعت منتخبي النيجر والكونغو الديمقراطية، اليوم الخميس، ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة الثانية في كأس أمم أفريقيا المقامة حالياً بجنوب أفريقيا. ولم تخدم هذه النتيجة مصلحة أي من طرفي المواجهة إذ بات “الفهود” في المركز الثالث برصيد نقطتين في حين ظلّ النيجر في قاع ترتيب المجموعة بنقطة واحدة. يذكر أنّ المنتخب الغاني فاز في المباراة الافتتاحية للمرحلة على نظيره المالي بهدف دون رد مكّنه من بلوغ الصدارة برصيد 4 نقاط أما زملاء سايدو كايتا فقد أصبحوا في المركز الثاني برصيد 3 نقاط. مباراة شعارها الانتصار بعد فوز المنتخب الغاني على نظيره المالي (1-0) بات لزاماً على طرفي المواجهة الثانية التي جمعت النيجر بالكونغو الديمقراطية تحقيق الانتصار حتّى لا تتقلّص حظوظه في التأهل إلى الدور الثاني من منافسات ال”كان”. ولئن تعدّ وضعية الكونغوليين أفضل بحكم تعادلهم في المباراة الأولى مع منتخب “النجوم السود” (2-2) ما يعني أن التعادل يبقي على حظوظهم كاملةً في بلوغ الدور ربع النهائي في صورة الفوز في المباراة الأخيرة على مالي، فإنّ منتخب النيجر كان مطالباً بتحقيق النقاط الثلاث إذا أراد المضي قدماً في المسابقة القارية خصوصاً وأنه كان دون أي رصيد بعد انهزامه أمام مالي في المرحلة الأولى (1-0). كما كان متوقّعاً سيطر المنتخب الكونغولي على مجريات اللعب خلال الشوط الأول إذ بدت الفوارق شاسعةً بين طرفي المواجهة على مستوى المخزون الفنّي. ورغم السيطرة الميدانية لل”الفهود” فقد كان منتخب النيجر صاحب المبادرة وهدّد مرمى منافسه منذ الدقيقة (5) عبر مهاجمه موديبو سيديبي الذي انفرد بالحارس موتيبا كيديابا وأرسل كرة بداخل الرجل بيد أنّ التصويبة اصطدمت بالقائم الأيسر قبل أن يبعدها الدفاع الكونغولي. وجاء رد المنتخب الكونغولي قوياً إذ كاد محترف أندرلخت البلجيكي ديومرسي مبوكاني أن يفتح باب التسجيل من انفراد بالحارس كاسالي داودا عقب توزيعة ذكية من زميله إيساما مبيكو إلاّ أنّ حامي عرين النيجر استأسد وحوّل الكرة إلى ركنية لم تأت بالجديد (13). ونسج يوسف مولومبو لاعب وست برومويتش ألبيون الإنكليزي على منوال مبوكاني مهدراً فرصةً سانحةً للتسجيل لمصلحة “الفهود” إذ أساء الكونغولي التعامل مع الكرة المرتدة من دفاع المنافس وسدّد بجانب المرمى رغم تواجده داخل منطقة الجزاء (36). وأعاد مبوكاني صنيعه بإهدار فرصةً ذهبيةً قبيل انتهاء الشوط من انفراد بالحارس داودا الذي تألّق من جديد وأنقذ الموقف (43) لتنتهي الفترة الأولى على تعادل سلبي. الشوط الثاني ودخل رجال المدرب الألماني الفرنسي غيرنوت روهر الشوط الثاني أكثر إصراراً على فك الارتباط مع منافسهم على مستوى النتيجة وكاد موسى مازو محترف النجم الساحلي التونسي أن يباغت الحارس كيديابا من تصويبة قوية بيد أنّ حامي عرين مازمبي الكونغولي أبعد الكرة بنجاح (54). وعاود مازو تهديد مرمى “الفهود” من تسديدة على أعتاب منطقة الجزاء إلاّ أنّ الدفاع الكونغولي كان بالمرصاد وحوّل الكرة إلى الركنية (57). وحرم كيديابا قائد منتخب النيجر مازو مرةً أخرى من افتتاح باب التسجيل عندما تصدّى لكرة الأخير الرأسية برشاقة (60). وتقهقر رجال المدرب الفرنسي كلود لوروا إلى مناطقهم بعد نزول لياقتهم البدنية وتفكّك خطوطهم مما سمح لمنتخب النيجر بالتقّدم للهجوم بكل قوّة. وشكّل موسى مازو خطراً محدقاً على دفاع “الفهود” وأقلق راحة منافسه بفضل قوته البدنية الملفتة إذ كان قاب قوسين من ترجيح الكفّة لمصلحة فريقه لو لا التسرّع وغياب التوفيق. وحاول الكونغوليون تدارك ما فاتهم عبر إعادة تنظيم الصفوف ومحاولة خطف هدف سيكون وزنه من ذهب في سباق التأهل للدور الثاني بيد أنّ إصرار منافسهم على عدم التنازل عن حظوظه في بلوغ الدور الموالي حال دون ذلك. وكان بإمكان المنتخب النيجري أن يطلق رصاصة الرحمة على منافسه في الوقت بدل الضائع بيد أنّ الحارس كيديابا تألّق من جديد وأنقذ فريقه من هدف محقّق من أقدام البديل بوبكر تالاتو (90+4). وعلى الرغم من التغييرات العديدة التي أجراها المدربان لو روا ونظيره روهر على تشكيلتي المنتخبين الكونغولي والنيجري فقد ظلّت النتيجة على حالها (0-0) ليتأجل مصير التأهل إلى المرحلة الأخيرة.