تأهّل منتخب مالي إلى الدور ربع النهائي من كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين لكرة القدم بعد تعادله مع نظيره الكونغولي (1-1) على ملعب موسيس مابيدا في مدينة دوربان، في الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الثانية في البطولة المقامة حالياً في جنوب أفريقيا. بهذا التعادل احتلّ منتخب مالي المركز الثاني في المجموعة رافعاً رصيده إلى 4 نقاط، فيما ظلّ منتخب الكونغو الديمقراطية ثالثاً بثلاث نقاط فغادر برفقة منتخب النيجر الذي اكتفى بنقطة واحدة، فيما تزعّم المنتخب الغاني المجموعة برصيد 7 نقاط. ويلاقي منتخب مالي الذي احتلّ المركز الثالث في نسخة العام الماضي في غينيا الاستوائية والغابون، نظيره الجنوب أفريقي مستضيف البطولة في الدور ربع النهائي. جاء مستوى الأداء من المنتخبين متأرجحاً على مدار الشوطين بين المتوسّط والضعيف، ولعبت خبرة عناصر المنتخب المالي دوراً واضحاً في تسيير المجريات خاصة في الشوط الثاني. البداية لم تخرج عن المتوقّع، إذ دخل منتخب الكونغو المطالب بالفوز لضمان التأهُّل باندفاع هجومي أثمر لحسن حظ مدرِّبه الفرنسي الخبير كلود لوروا عن ركلة جزاء صحيحة بعد 28 ثانية فقط من صافرة البداية، بعد سقوط المهاجم يفيس ديبا إثر احتكاك مع محمد سيسوكو، نفّذها بإتقان ديومرسي مبوكاني (3) معلناً عن تقدّم مبكّر لمنتخب بلاده. وكانت المفارقة أن هذا الهدف أعطى دفعاً للمنتخب المالي الذي لم يهتزّ بل بادر للردّ سريعاً، فكانت أول فرصة مباشرة بتسديدة من لاعب الوسط محمد سيسوكو أمسكها الحارس الكونغولي الاستعراضي روبرت كيديابا بثبات (5). لكن كيديابا وقف عاجزاً عن درء هدف التعادل الذي لم يتأخّر، وجاء بعد مجهود رائع من الظهير الأيسر أداما تامبورا الذي توغّل من الجهة اليسرى وسار على خط الملعب وحوّل عرضية تابعها مامادو ساماسا في المرمى (14). طغت الخشونة على أداء المنتخب الكونغولي الذي افتقد للتركيز بعد الهدف وجاراه منافسه في ذلك فاضطر الحكم الجزائري جمال حيمودي إلى استعمال الورقة الصفراء بحق الطرفين. وعاد الماليون للنشاط في الدقائق الأخيرة من الشوط فأثمر ذلك عن ثلاث ركلات ركنية متتالية في دقيقتين وضربة رأس من موديبو مايغا متابعاً عرضية سيدو كيتا علت المرمى قليلاً (44). حذر ومناوشات اختلفت بداية الحصّة الثانية عن سابقتها، إذ انخفض إيقاع الفريقين واقتصر صراعهما للاستحواذ على الكرة وتأمين المناطق الخلفية، فتأخّرت الفرص وكانت أولها للكونغو قرب انتصاف الشوط من ضربة رأس سدَّدها مبوكاني علت العارضة (64). هذه المحاولة كانت بمثابة الشرارة، فردّ ساماسا بتسديدة تحوّلت من يد كيديابا وسارت بمحاذاة خط المرمى لتخرج إلى ركنية (67). وحصل منتخب الكونغو على أخطر فرصه على الإطلاق بعد تسديدة يوسف مولومبو أبعدها الحارس محمد ساماسا بأطراف أصابعه لركنية (69). وكاد منتخب مالي أن يحسم الأمور في مناسبتين، الأولى بضربة رأس من البديل محمد تراوري متابعاً ركلة ركنية تحوّلت من القائم الأيمن لخارج الملعب (82)، والثانية من انفراد البديل الثاني شيخ دياباتي الذي تجاوز الحارس وسدّد الكرة ارتدت من القائم الأيسر (83). وسارت الدقائق الأخيرة عصيبة على الطرفين مع محاولات كونغولية افتقدت للتنظيم والتركيز قابلها ثبات وهدوء من أصحاب القمصان الصفراء الذين كانت الفرحة من نصيبهم بعبور صعب إلى دور الثمانية.