بدأ رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم «الفاف» محمد روراوة يفكر جديا في سحب المنتخب الوطني الجزائري المحلي من تصفيات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين «الشان» على خلفية رفع «الكاف» الحظر على ملاعب ليبيا، الشيء الذي يجعل منتخب هذه الأخيرة يستضيف أشبال «توفيق قريشي» بالعاصمة طرابلس خلال شهر جويلية المقبل وما زاد من قلق المسؤول الأول عن الكرة الجزائرية جراء تدهور الأوضاع الأمنية هناك. وذلك حين هز انفجاران مركزين للشرطة في بنغازي، أول أمس، خلفا أضرارا مادية دون أن يسفرا عن سقوط ضحايا. ومن جهتها قررت السفارة البريطانية بليبيا يوم الجمعة الفارط سحب بعض موظفيها مؤقتا من ليبيا، بحجة عدم استقرار الأوضاع الأمنية هناك في البلاد، نظرا لحالة الغموض السياسي ووقوع اشتباكات متتالية بين الجماعات المسلحة الكثيرة المتناحرة في العاصمة «طرابلس»، وذلك رغم أن «الكاف» كانت ترى بأن الأحوال الأمنية بليبيا استقرت والظروف صارت تساعد على تنظيم مباريات مع أندية ومنتخبات خارجية. رئيس «الفاف» قلق حيال الوضع الأمني بعدما زاد الأمر تدهوراً في سياق ذي صلة، يمكن القول أن الرجل القوي على مستوى مبنى دالي إبراهيم بات قلقا كثيراً حيال الوضع الأمني المتردي في ليبيا بعد هذه التطورات الأخيرة، مؤكدا عدم استعداده إطلاقاً للمخاطرة بحياة بعثة المنتخب الوطني الجزائري الذي سيلاقي نظيره الليبي في تصفيات كأس الأمم الإفريقية للمنتخبات المحلية «الشان» المقرر إجراؤها بجنوب إفريقيا عام 2014. حيث من المنتظر أن يجتمع الحاج محمد روراوة بأعضاء المكتب الفدرالي من أجل اتخاذ القرار الرسمي والنهائي سواء كان بالمواصلة أو مقاطعة التصفيات، ولو أن القرار الأخير هو الأقرب للتجسيد، حتى وإن منح الطرف الليبي ضمانات رسمية بشأن سلامة اللاعبين والطواقم الفنية والطبية وحتى الإدارية المرافقة ل «الخضر»، بالنظر إلى الانفلات الأمني بعدما شهدت مدينة بنغازي، ثاني أكبر مدينة ليبية، هجمات متكررة وعمليات اغتيال استهدفت مسؤولين أمنيين كبارا على مدار الأسابيع القليلة الماضية فضلا عن تعرض مراكز الشرطة في مختلف المدن لهجمات بالقنابل. بقاء الأوضاع على حالها قد يدفع الكاف والفيفا لمراجعة القرار رغم أن رئيس الفاف «محمد روراوة» لم يصدر أي قرار لحد الآن بشأن لقاء محليي الخضر ضد نظرائهم من ليبيا تزامنا مع الأوضاع الأمنية المتدهورة هناك، إلا أن العديد منهم يفكرون بشكل جدي في عدم التنقل إلى طرابلس لملاقاة أحفاد «عمر المختار» في مباراة العودة نظرا لخطورة الوضع في الآونة الأخيرة، حيث قال وزير خارجية دولة النيجر «محمد بازوم» منذ أيام فقط أن ليبيا أصبحت حالياً أكبر قاعدة لما سماه الإرهاب في الوقت الحالي. وكخلاصة لما سبق لنا ذكره، فإن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تعتزم مراسلة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم من أجل تغيير مكان أجراء مقابلة العودة بين الجزائر وليبيا في تصفيات كأس أمم إفريقيا «الشان» بالنظر إلى الوضع الأمني المتدهور السائد هناك والذي ان بقي على حاله سيدفعها للعدول عن قرارها الأول، حيث يرفض الرجل القوي على مستوى مبنى دالي إبراهيم أن يكون وفد الخضر في خطر، وسيستعمل كل علاقاته من أجل تحقيق ذلك ونقل اللقاء إلى بلد محايد، خاصة وأن المنتخب الجزائري الأول سبق وأن لاقى نظيره الليبي بالمغرب في إطار تصفيات كأس أمم إفريقيا عام 2013 للأسباب ذاتها.